19/11/2025
- تدبر وعي اليوم...
19/11/2025
{ضائع في الخطة الإلهية}
قال تعالي:
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)
ياعزيز الروح، موسى لم يكن يعرف الطريق، لكن الطريق كان يعرفه.
خرج خائفاً، تائه الخطوات، لا يحمل خريطة، ولا يقوده دليل، ومع ذلك لم يُلقِ بنفسه في ظلام الهلع، بل في نور التوكل.
موسى سار، والله كان يفتح له الطرق كما تنفتح الأبواب لمن يطرقها بقلبٍ لا يملك شيئًا إلا صدقه.
وهكذا نحن حين نُتعب أرواحنا بمحاولة الإمساك بالغد قبض اليد، ننسى أن الخطة ليست لنا، وأن السير هو كل ما طُلب منا.
ليس العجز أن تجهل المصير، بل العجز أن تُصِرّ على أن تُنير الطريق بمصباح صنعته مخاوفك.
دع لله مشيئته يا صاحبي، وأترك للغيب مساحته، فرب الغيب لا يخطئ.
إنك لست مُطالبا أن ترسم الطريق فقط، بل أن تمشيه..
فما من خطوة غير مؤكدة إلا وفي باطنها حكمة، وما من مفترق إلا وفيه ملَك يدلك إن أصغيت بقلبك.
اليقين لا يأتيك من كثرة التفكير، بل من سكون تُسلم فيه قيادتك لله، فيريك الطريق من تحت قدميك، خطوة بعد خطوة، كشمس تنكشف كلما تقدمت نحوهـا.
وعندما تُقرر، كما قرر موسى، أن تقول: (يا رب، دلّني)، ستشعر أن المجهول ليس ظلاماً، بل حضناً واسعاً..
وأن الأمان ليس في معرفة الطريق، بل في صحبة مَن خلق الطريق.
Dr. Ahmed Abd El-Atty
゚viralシ ゚viralシfypシ゚ ゚viralシfypシ゚viralシalシ