20/08/2025
هناك قاعدة في تقول:
"What fires together, wires together"
دائما ما أحاول شرحها للحالات في مكتب الفحص النفسي
وتعني أن الدماغ يميل إلى ربط الأشياء التي تحدث معًا في اللحظة نفسها، فيكوّن شبكات عصبية متينة تجعل أي مثير خارجي بسيط قادرًا على إعادة إحياء التجربة كلها. هذه القاعدة تفسّر لنا كيف تتشابه الصدمة والتعلّق العاطفي والإدمان في بنيتها العميقة.
عند التعرّض لصدمة، يرتبط الخوف الشديد بأصوات أو روائح أو أماكن معيّنة. ومع مرور الوقت، يكفي أن يمرّ الشخص بالقرب من المكان أو يسمع الصوت ليوقظ الشبكة العصبية المرتبطة بالصدمة، فيعيش مشاعر الرعب وكأن الحدث يتكرّر الآن.
وفي التعلّق العاطفي، يربط الدماغ مشاعر الأمان والمتعة بوجود شخص محدّد. الموسيقى، الروائح، الأماكن المشتركة، وحتى الشعور الذي يرافق قربه، كلها تتحوّل إلى مثيرات خارجية تعيد تشغيل شبكة كاملة. وعند الفقد أو الانفصال، تصبح هذه المثيرات نفسها مصدر ألم وحرمان لأنها تستدعي الذاكرة العصبية للأمان المفقود.
أما في الإدمان، فإن الدماغ يربط لذة المكافأة بالمادّة أو بالسلوك. وهنا أيضًا يُصبح للمثيرات الخارجية دور مركزي: رائحة الدخان، منظر الكأس، المكان، الصحبة، وحتى الشعور الجسدي بالتوتر قبل تناول المادة، كلها تثير الشبكة العصبية المترابطة وتشعل الرغبة من جديد.
لهذا السبب، تُعتبر الخطوة الأولى في #العلاج ليست فقط مواجهة الأعراض، بل أيضًا فهم طبيعة هذه الروابط العصبية التي تشعل التجربة من جديد. فالابتعاد المؤقّت عن #المثيرات يساعد الدماغ على تهدئة الشبكات القديمة، ويفتح المجال لتشكيل روابط صحية بديلة تمنح الشخص شعورًا أكبر بالتحرّر والسيطرة على حياته.
Djebablia Halima Psychologue