11/09/2025
فيه أطفال…
لو كلّمتهم، يردّوا
ولو سألتهم، يجاوبوا
ولو قلت "قول حاضر"… يقولها بصوت واضح
بس… عمرهم ما ابتدوا كلام من نفسهم
ما قالوش "ماما شوفي!"
ما قالوش "أنا عايز أقولك حاجة"
ما قالوش "تعالي نلعب"
الصمت عندهم مش نقص في الكلمات
الصمت سببه إنهم ما تعلّموش
إن التواصل… يبدأ من جوا
كتير من الناس تفتكر إن "الطفل اللي بيتكلم"
يعني كل حاجة تمام
لكن الحقيقة؟
مش كل طفل عنده كلمات… يعرف يبدأ بيها تواصل
📌 في علم التخاطب، فيه حاجة بنسميها:
Initiation of communication – "مبادرة التواصل"
ودي واحدة من أهم ركائز التفاعل الطبيعي
يعني الطفل مش بس بيردّ
هو اللي يبدأ
– يسأل
– ينده
– يطلب
– يلفت نظر حد
– يعبّر عن نفسه من غير ما حد يفتح معاه الكلام
الطفل اللي ما بيبادرش…
حتى لو حافظ 100 كلمة
لسه عنده فجوة كبيرة في الجانب الاجتماعي من اللغة (Pragmatics)
📚 وده بالضبط اللي بيشرحه د. Robert Owens في كتابه Language Development: An Introduction،
لما قال:
"اللغة أداة اجتماعية.
مش كفاية إن الطفل يعرف كلمات، لازم يعرف إمتى يستخدمها، إزاي، ومع مين."
وبيكمل:
"ممكن طفل يكون عنده حصيلة لغوية كبيرة،
لكن ما يعرفش يستخدمها في تواصل هادف."
ومن أكتر الجمل اللي بتكشف أهمية المبادرة من بدري جدًا، قوله:
"أول أشكال التواصل اللي بيعملها الرضيع بتكون غالبًا مبادرات:
زي الإشارة، أو نظرة العين، أو صوت لجذب الانتباه."
وفي جملة تلخّص كل ده:
"اكتساب المفردات مجرد جزء واحد من اللغة،
أما استخدامها للتأثير على الآخرين… فهناك يبدأ التواصل الحقيقي."
الكلام لوحده… مش كفاية
اللغة مش قاموس
اللغة حركة بين شخصين
حد بيبدأ، وحد بيجاوب
ابنك بيردّ؟ حلو
بس عمره قالك "بصّي!"؟
سأل سؤال من نفسه؟
نده عليك علشان يحكي حاجة حصلت؟
التواصل مش إنك تجاوب…
التواصل يبدأ لما تبادر
والطفل اللي بيتكلم بس ما يبدأش،
لسه محتاج يتعلّم إن الكلام مش استجابة بس،
الكلام علاقة.
ما تحكمش على ابنك من عدد الكلمات اللي بيقولها
اسأله: هو بيستخدمهم لمين؟
وبيبدأ بيهم إمتى؟
وبيوصل بيهم إيه؟
التواصل مش حفظ كلمات
ولا تلقين جُمل
التواصل هو إن الطفل "يبادر"
يشاور، ينده، يختار يقول
مش لأنك سألته
لكن لأنه حاسس إن صوته ليه قيمة
لو ابنك ما بيبدأش…
ما تكمّلوش
ما تسبقوش
استنّى اللحظة اللي هيختار هو يفتح بيها الباب
وساعده يلاقي المفتاح