19/10/2025
يسعد الإنسان حين يشعر أن أحدًا يهتم به بصدق، فذلك الإحساس البسيط يوقظ في داخله معنى الوجود والأمان.
ولاحظت أن كثيرًا من كبار السن، رجال ونساء ، يشكون من تجاهلٍ صامت داخل بيوتهم؛ حيث يتحول الاهتمام أحيانًا إلى عبارات بروتوكولية أو قبلةٍ شكليةٍ على الرأس لا تُدفئ القلب ولا تروي الحاجة الإنسانية إلى القرب.
العلم يؤكد أن العزلة الاجتماعية وضعف التواصل الأسري من أقوى العوامل المسببة للاكتئاب وتدهور الصحة العامة في الشيخوخة.
ففي دراسة طويلة أُجريت في جامعة هارفارد على مدى أكثر من 75 عامًا، تبيّن أن العلاقات الصادقة والدعم العاطفي أكثر تأثيرًا في تحسين طول العمر وجودة الحياة من الثروة أو الشهرة.
كبار السن لا يبحثون عن الهدايا، بل عن الإنصات الحقيقي، والسؤال الصادق، والوقت المخصص لهم دون استعجال.
فحين يشعر الإنسان بأنه مهمّ لدى من يحب، يزداد إفراز هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين والدوبامين، ويقل مستوى هرمونات التوتر التي تُسرّع الشيخوخة وتضعف المناعة.
إنّ التهميش العاطفي شكلٌ خفيّ من العنف الأسري، لأنه يُطفئ الروح قبل الجسد.
وما أقسى أن يعيش الإنسان بين أهله وهو يشعر بالغربة.
فاجعل في جدولك وقتًا ثابتًا للجلوس مع والديك أو من يكبرك سنًّا، اسمعهم لا مجاملةً بل مشاركةً، واسأل عن تفاصيل يومهم، فإن هذا الوقت القليل عندك، حياةٌ كاملة عندهم.