04/12/2025
أحيانًا مش لأنك بدك شكل، لكن لأنك خايفة من الأصل. الأصل فخم، عميق، قوي، قيم، واسع لدرجة إن الوعي بخاف يقف فيه بلا أي تعريف. فبتروحي تدوري على شكل، شكل تكوني فيه محبة، شكل تكوني فيه سامحة، شكل تكوني فيه قابلة، شكل تكوني فيه أفضل نسخة، مش لأن هاي الأشكال غلط، بل لأنها أسهل من الرجوع للمكان الحقيقي اللي ما فيه ولا لون ولا دور ولا وصف، المكان اللي اسمه اللاشيء، الـ Nothing.
اللاشيء مش فراغ، اللاشيء هو الأصل قبل ما يولد كل شيء، هو المساحة اللي كل الأشكال فيها بتقوم وبتقع، لأنه أصلها نور، والنور ما بحتاج شكل ليثبت حاله. لهذا السبب، الوعي المتعلق بالأشكال بيضل يركض ورا صورة جديدة يتشكل عليها، لأنه خايف يرجع للنقطة اللي ما فيها إجابة ولا وصف ولا دور.
والحقيقة إن الرجوع للشكل سهل، والرجوع للأصل هو الأصعب، والأصعب هو الحقيقي. لأنك لما ترجعي للأصل، بتنزعي عنك كل النسخ اللي حاولتِ تكونيها، وبتصيري أنت قبل ما تتلونّي، مش نسخة محبة، مش نسخة واعية، مش نسخة سامحة، مش نسخة لطيفة، مش نسخة روحانية. أنت الأصل قبل ما تنولد كل هاي التصنيفات.
واللحظة اللي تقدري تقفي فيها في اللاشيء بدون ما تهربي لشكل، هي اللحظة اللي بتلتقي فيها مع حقيقتك. لأن الحقيقة ما إلها لون ولا هندسة ولا رمز، الحقيقة هي الشيء اللي كان موجود قبل كل شيء، وهي هون، جاهزة ترجعلك أول ما تسلمي حالك للأصل بدل ما تهربي للأشكال
بحبك
رشا بدوي