16/11/2025
ماذا في الميدان بالنسبة للعلاج النفسي؟
كيف يتحول الأشخاص من مختلف المهن إلى معالجين نفسيين؟ وما هي طبيعة التدريب الذي يتلقونه؟ وتأثير التزامهم بهذا المجال على حياتهم وحياة الأشخاص الذين يدعون انهم يقدمون لهم العلاج؟
أما فيما يتعلق بالسؤال العام حول من يقوم بالعلاج النفسي، فمن المهم أن يدرك أخصائيو الصحة النفسية وعامة الناس أن العلاج النفسي يجب أن يقدمه فقط الأشخاص المدربون بشكل كافٍ للقيام بذلك (بالاضافة الى الحصول على ترخيص من وزارة الصحة).
وبالتالي فان القول بأن مقدمي العلاج النفسي يجب أن يكونوا معالجين نفسيين مدربين ليس قولاً فارغًا، بدل مدعوما بنتائج دراسات وابحاث. فخبراء السلوك البشري يكثرون، ولا يوجد نقص في الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مهيئين بتجاربهم الخاصة لفهم ومعالجة مشاكل الآخرين (يزيفوا العلاج النفسي). علاوة على ذلك، قد يبدو العلاج النفسي بسيطًا بشكل خادع بعد سماعه أو قراءته؛ فالمعالجون يستمعون فقط ويعطون انطباعاتهم عما يُقال، ويتحسن المرضى بشكل سحري (هكذا يعتقد الأشخاص العاميين/العاديين Lay people). في كثير من الأحيان، يتخيل الأفراد ذوو النوايا الحسنة، المهتمون بمساعدة الآخرين، أنفسهم قادرين على ذلك، بينما يصور "الدجالون" الذين يستغلون الآخرين أنفسهم كمعالجين مؤهلين. وهذا الخيال والادعاء يُعرّضان سلامة المرضى، الذين يطلبون المساعدة النفسية دون التدقيق في مؤهلات مقدميها، للخطر.
لا يُعدّ العلاج النفسي إجراءً حميدًا/غير ضار، فهو إما أن يساعد الناس أو يتركهم دون تغيير. وتشير أدلة وافرة إلى أن العلاج النفسي يمكن أن يكون ضارًا ومفيدًا للمرضى على حدٍ سواء، وأن الطريقة التي يُجري بها المعالجون العلاج لها تأثير كبير على احتمالية الحصول على نتائج جيدة أو سيئة. وقد يُجري أشخاص، غير مدربين على العلاج النفسي، مقابلات بطريقة تلبي بالصدفة بعض الشروط الضرورية لنتيجة علاج جيدة. ومع ذلك، فإن الأشخاص غير المدربين لا يؤدون الوظائف العلاجية للعلاج النفسي بنفس الجودة أو الاتساق الذي يقوم به المحترفون الذين تم تدريبهم على أدائها. ومن المنطقي أن نتوقع أنه في معظم الحالات، فإن الشخص الذي يستفيد من التحدث مع شخص غير مُطلع، كان سيستمد فائدة أكبر وأكثر ديمومة إذا عمل مع معالج نفسي ذي دراية وخبرة. (يتبع)
د. محمد الشقيرات