16/12/2025
الدكتور عبد الحميد الخطيب
أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الأزهر
نموذج للعالِم والطبيب والإنسان
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتعاظم فيه التحديات العلمية والإنسانية، تبرز شخصيات أكاديمية وطبية استطاعت أن تجمع بين عمق العلم، ودقة الممارسة، وسمو الأخلاق، ليكون حضورها أثرًا باقـيًا في النفوس قبل السجلات. ويأتي في مقدمة هذه القامات المضيئة الدكتور عبد الحميد الخطيب، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الأزهر، والاستشاري المرموق في تخصصه.
لقد عُرف الدكتور عبد الحميد الخطيب بغزارة علمه واتساع اطلاعه، إذ لم يقتصر عطاؤه على التدريس الأكاديمي فحسب، بل امتد ليشمل الممارسة الإكلينيكية الدقيقة التي تشهد لها أجيال من المرضى والطلاب على حد سواء. يتميز تشخيصه الطبي بدرجة عالية من الدقة، نابعة من خبرة طويلة، وفهم عميق لتفاصيل التخصص، وحرص دائم على متابعة كل جديد في مجاله العلمي.
وإلى جانب تميّزه العلمي، يتجلى الجانب الإنساني في شخصيته بوضوح؛ فهو طبيب يتعامل مع مرضاه بروح الأبوة، ويمنحهم من وقته واهتمامه ما يعزز الثقة والطمأنينة، إيمانًا منه بأن الكلمة الطيبة وحسن الاستماع جزء لا يتجزأ من العلاج. كما يشهد له الجميع بدماثة خلقه، وهدوء طبعه، وحسن تعامله مع زملائه، حيث تسود علاقاته المهنية روح الاحترام المتبادل والتعاون الصادق.
أما في ميدان التعليم، فقد كان الدكتور عبد الحميد الخطيب مثالًا يُحتذى في الإخلاص للرسالة الأكاديمية؛ إذ يحرص على تعليم من هم أصغر منه سنًا وأقل خبرة، ناقلًا إليهم علمه بسخاء، وموجّهًا إياهم بحكمة، دون تعالٍ أو تكلّف. وقد ترك بصمات واضحة في نفوس طلابه، ليس فقط بما قدّمه من علم، بل بما جسّده من قيم الانضباط، والتواضع، وأخلاقيات المهنة.
ويُضاف إلى ذلك ما عُرف عنه من طيبة القلب، وعفة اليد واللسان، وسمو الأخلاق، وكرم النفس، وهي صفات نادرة إذا اجتمعت في عالم وطبيب واحد. لقد كان ولا يزال نموذجًا للطبيب الأزهري الذي يجمع بين العلم الراسخ، والخلق الرفيع، والضمير الحي.
ختامًا، فإن الحديث عن الدكتور عبد الحميد الخطيب هو حديث عن قامة علمية وإنسانية تستحق التقدير والاحترام، وشخصية تركت أثرًا مشرفًا في جامعة الأزهر، وفي ميدان الطب، وفي قلوب كل من عرفه أو تتلمذ على يديه. حفظه الله، وبارك في علمه وعطائه، وجزاه خير الجزاء عما قدّم ويقدّم من خدمة للعلم والإنسانية