01/08/2025
01/08/2025 - 10.05
ومـا سـواهـــــا (393)
الوطــــــــــــن والوطنيـــــــــــة!!
د. صـــــادق السامرائــــي- الطب النفساني، العـراق / أمريكـا
**********
مقتطفات
**********
الوطن هو المكان الذي ينتمي إليه الإنسان ويحن , فهو الأرض التي ولد فيها وترعرع , وعاش أهله وأجداده
*** ***
الوطنية تعني الإخلاص والإنتماء للوطن , والحرص على خدمته والدفاع عنه , والعمل على رفعته وتقدمه , وبناء المجتمع وإحترام القوانين , والحفاظ على الإستقرار والإلتزم بالحقوق والواجبات
*** ***
جيبهم وطنهم!!
يقولها الكثيرون من أبناء البلدان المنكوبة بأسباب القوة التي فيها , وتجدهم يتفاخرون عندما يجاهرون بها , ويعلنونها بصراحة أن الوطن في خبر كان وأخواتها , والجيب وطن , وأصحاب الجيوب الجشعة هم الفائزون
*** ***
عندما تقترب منهم وتدوس على العصب الحساس , أو على أنبوب إمدادهم بالمال , تكتشف جوهرهم , وتعرف معدنهم , فهم من أشد المدافعين عن الذي يمدهم بما لا يستحقون من المال المنهوب من الشعب , المتضور من الوجيع والحرمان من أبسط حقوق الإنسان
*** ***
الكلام عن الوطن لا قيمة له ولا معنى عندما تغيب الحكومة الوطنية , وتتسلط الطائفيات والمذهبيات والمليشيات , والتابعين لقوى عليها أن تنفذ أجندات تخدم مصالح الآخرين ولا تعنيها مصالح المواطنين
*** ***
الوطن سلوك يومي متراكم ما بين أبناء الشعب أجمعين بكافة مسمياتهم وتنوعاتهم , فالمقياس الأساسي هو المواطنة , وكل مسمى يأتي بعدها , فلا مسمى يتقدم على المواطنة
*** ***
أما المجتمعات التي تتسيّد فيها مسميات أخرى فالوطن ضمير مستتر تقديره هو , أو أنه ماضٍ مبني للمجهول , ويحصل فيها تصارعات في مستنقعات الضياع والخسران والمصير المهين
*** ***
لماذا الخنوع المرير؟
لماذا الإستماع للمنتقمين من الوطن والدين؟
لماذا لا يرى الناس بعين العقل , فهل أن الدين عداء وكراهية وبغضاء؟!!
على الجميع أن يتساءل عن معنى الدين لكي يكونوا في الصراط الأمين!!
*** ***
الأحزاب المؤدينة لا تعترف بوطن , وتحسبه غنيمة , وعندها ألف فتوى وفتوى , تؤنفله , وتجعله ملكا مشاعا للقادرين على إستلابه , فما فوق التراب وفيه , مجهول الملكية , ولينتفع به أصحاب الأيادي القادرة على الوصول إلى ما تمليه نفوسها الأمارة بالنهب والسلب ومصادرة حقوق الآخرين
*** ***
يبدو أن الكثيرين منا يصرخون بأعلى أصواتهم " جُنّ وطني" , فما يجري في الواقع ضرب من الجنون المرعب , الذي يستعصي على الشفاء , فما يدور في البلاد لم يخطر على بال العباد , لا في حاضرهم ولا ماضيهم
*** ***
زميلي الصيني يمازحني بين آونة وأخرى قائلا : " متى ستأجرون بلادكم للصين؟"
فكلما دار حديث عن الوطن وما تتداوله الأخبار يعيد سؤاله , وكنت في أكثر الأحيان أشعر بالغيرة والعزة , وأجيبه بشيئ من الإنزعاج , رغم أنه يمزح , وذات مرة قال لي: " أنا جاد في الموضوع
*** ***
تخيلوا لو تم تأجير البلاد للصينيين لمدة عشرة سنوات , فماذا سيحصل؟
ستنطلق المشاريع بأنواعها , ويعم البناء والعمران , ولتحولت البلاد إلى دولة معاصرة مستوفية لمتطلبات البنى التحتية , ولأصبحت من الدول المصدرة للمحاصيل الزراعية والعديد من المواد الغذائية
*** ***
هل توافقون على إيجار البلاد لمن يعرف كيف سيتدبر شؤونها؟!!
*** ***
الواقع القائم يشير إلى عدم إحترام الوطن , والأنظمة التي لا تحترم أوطانها تهون وتتمرغ بالذل والتبعية والخنوع , وتفقد سيادتها وتكون عالة على أولياء أمرها , الذين تستمد قوتها منهم
*** ***
الصحراء ثروة متنوعة الموارد , من العناصر النادرة إلى ما تحويه من فرص إستثمارية لمشاريع عديدة , ونحن نتبرم منها ونحسبها غير ذلك ونعاديها , وما عرفنا كيف نستفيد منها ونحولها لمصدر قوة ورفاه
*** ***
منطقتنا مشمسة , وعلينا أن نتعلم مهارات تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقات كهربائية وغيرها , فلدينا مصادر غنية للطاقة , وهي منطلق الحضارة ومادتها
*** ***
قيمة الإنسان تتناسب طرديا مع قيمة الوطن , وعندما يغيب الإنسان ويتحول إلى رقم , وتصادر حقوقه ويفقد الأمن , ويتدثر بالقهر والحرمان , فاقرأ السلام على الوطن
*** ***
الزراعة عماد الإقتصاد وأس القوة , فالشعوب التي لا تقدر على إطعام نفسها تتحول إلى عالة , وتفقد قدرات التفاعل الإيجابي مع الحياة , وتنتشر فيها الصراعات البينية الإلهائية
*** ***
الإختلاط المذهبي شائع في مجتمعنا , والعديد من الأصدقاء والأقارب تزوجوا من غير مذهبهم , بل من الأكراد فالكل أبناء وطن واحد
*** ***
مجتمعات الدنيا فيها تنوعات دينية وإثنية لا تعد ولا تحصى , وتعيش بألفة وسلام ومحبة معتصمة بوطنها الذي لا تفرط به , فهو وعاؤها الجامع الذي يضمها ويحافط على مصالحها
*** ***
أي دولة غربية فيها من كافة الأجناس البشرية وتعيش متآخية , لأن الدستور الوطني يجمعها والقانون ينظم حياتها , ولا شيئ فوق الوطن والقانون
*** ***
لماذا التشرذم والأضغان؟!!
و"حب الوطن من الإيمان"!!
*** ***
أنظمة الحكم في دول الأمة , منهج حكمها أنها تبدد طاقات الشعوب المتسلطة عليها , وذلك بالإجتهاد في إبداع الملهيات اللازمة لإشغالها بهموم يومية قاهرة , تمنعها من التأمل والتفكر بحقوقها وما تقوم به الكراسي من مفاسد وإستحواذ على الثروات الوطنية.
*** ***
لا يوجد صراع ديني بين أبناء الشعب الواحد , بل يتم توريط الدين كقناع لتمرير نوازع وتطلعات النفس الأمارة بالسوء الفاعلة في الذين دينهم هواهم
*** ***
الأوطان أوعية ما فيها , فإذا تحطم الوعاء الوطني تناثر ما يحويه , وتناحر وتنافر وتمترس بأتراسٍ يلوذ بها متوهما بأنها ستحميه.
إذا تمزقت الخيمة فلن يجد ما تحتها مَن يقيه!!
*** ***
السائد في مجتمعات أضاعت أوطانها , أن الكينونات المتصاغرة تطفوا على السطح , وتنشغل بتفاعلات إستنزافية لبعضها , حتى تتمكن منها قِوى ذات أطماعٍ ونوايا كامنة
*** ***
إن التحرر من منزلة الوطن , والتوهم بأن الطائفة والمذهب والعمامة أعلى منه شأنا , يعني الإنحدار في مسيرة أسفل السافلين
*** ***
المجتمعات التي لا تعز أوطانها بالعمل الجاد المجتهد , تفقد قيمتها وتنهار قدراتها , وتصبح فرائس سهلة للمتوثبين للفوز بوليمة دسمة منها
*** ***
الدين لكي يحقق معانيه ومبادءه وأخلاقه عليه أن يكون في وطن ، أي في وعاء مادي (إجتماعي وجغرافي)، وإلا فسيتحول إلى حالة مضادة لذاته ولعقيدته.
*** ***
الأديان المجردة من الأوطان لن ترتقى بقدراتها التعبيرية إلى مستوى ما فيها ، وستحيد عن رسالتها الإنسانية وتدخل في تفاعلات سلبية مع واقعها ومحيطها العام.
*** ***
لو تأملنا الإسلام في بدايته ، حيث الوحي يتنزل والآيات تتواصل في مكة المكرمة ، والمسلمون قلة يجاهدون في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ، ومضى على هذا الحال لما يقرب من ثلاثة عشر عاما , ثلاثة سرا وعشرة جهرا ، لكنهم لم يكونوا قوةً ذات شأن وتأثير كبير، لأنهم تحركوا في مجتمع لا يسمح لدينهم أن يكون فيه ، فهو وطن حالة معروفة
*** ***
لكن المسلمين حينما هاجروا إلى المدينة إستطاعوا أن ينطلقوا بالدين بقوة وسرعة إيمانية فائقة كأنه ضياء الشمس عند الصباح ، لأنهم أسسوا وطنا لدينهم ، فالمدينة المنورة صارت وطن الإسلام الذي إنطلق منه بقوة متواصلة , وطاقة متنامية إلى الدنيا بأسرها , فإمتزج الدين بالوطن (المدينة)، وصار الدفاع عن المدينة دفاعا عن الدين
*** ***
إن سر إنطلاق الإسلام السريع تمكنه من بناء الوطن الثابت , الذي فيه عبر عن مبادئه وقيمه , وترجم القرآن أفعالا واضحات وسننا تامات
*** ***
الدين لكي يتحقق ويعبر عن قدراته الروحية والأخلاقية والإجتماعية بحاجة لوطن ، وبدون الوطن لا يمكن للدين أن يجسد معانيه ويترجم مفاهيمه , والتعبير عن جوهره.
*** ***
الوطن يأتي أولا والدين ثانيا ، لأن الوطن يمنح الدين قوة الصيرورة الكبرى ، والدين بلا وطن يعني ضعفا وتمزقا وإنهيارا لعناصر القوة والإقتدار
*** ***
في مجتمعاتنا ، ترى أن ضعف الأوطان تسبب بضعف الدين ، وما يحصل اليوم من مواقف وتفاعلات سلبية تجاه الدين ، بسبب ضعف الأوطان وفقدان قدرات تقرير المصير والإنطلاق المعاصر المفيد
*** ***
قوة الدين من قوة الأوطان ، وعندما كانت أوطان الدين قوية ومتطورة ، كان الدين منيرا ساطعا ومؤثرا في مسيرة الحياة الإنسانية
*** ***
الدنيا تتسارع في خطوها نحو العلى ، والبعض يتدحرج إلى السفول وقيعان الحضيض , وكأن المذهب والكرسي والحزب وطن , والوطن يصرخ من هول آلام مباضع التائهين
*** ***
اجعلوا الوطن أولا لكي يكون دينكم أقوم ، فترضى عنكم السماء , وتشيدون سعادة الإنسان فتعرفون الله!!
*****************
إرتباط كامل النص:
http://www.arabpsynet.com/Samarrai/DocSamarraiWaMaSawahaa393-260725.pdf
آخر الأبحاث المنزلة بالشبكة
www.arabpsynet.com/documents/DocIndexAr2025.htm
مراسلات الشبكة" على الفايس بوك
http://www.facebook.com/Arabpsynet
*** *** ***
روابــــــط ذات صلـــــة
*** *** ***
شبكة العلوم النفسية العربية
نحو تعاون عربي رقيا بعلوم وطب النفس
الموقع العلمي
http://www.arabpsynet.com/
المتجر الالكتروني
http://www.arabpsyfound.com
الكتاب السنوي 2025 لـ " شبكة العلوم النفسية العربية " (الاصدار الثامن عشر)
الشبكة تدخل عامها 25 من التأسيس و 23 على الويب
25 عامــــا من الـــكدح... 23 عامـــا من المنجزات
( التأسيس: 01/01/2000 - على الويب: 13/06/2003 )
http://www.arabpsynet.com/Documents/eBArabpsynet.pdf
كتـــاب "حصـــــــاد النشـــاط العلمــي لمؤسسة العلوم النفسية العربية للعــام 2024
التحميل من الموقع العلمي
http://www.arabpsynet.com/Documents/eBArabpsynet-AlHassad2024.pdf
الكتاب الذهبي لشبكة العلوم النفسية العربية 2025 - " إصــــدار مميّــــــــز "
رابط تحميل الكتاب الذهبي من الموقع العلمي
http://www.arabpsynet.com/Documents/eBArabpsynet-GoldBooks.pdf
--- --- --- ---
جائزة البحث العلمي لـــ”شبكة العلوم النفسية العربية”
رابط الجائزة على الموقع العلمي للشبكة
http://arabpsynet.com/Prizes/IndexPrize.htm
رابط الجائزة على المتجر الالكتروني للمؤسسة
http://www.arabpsyfound.com/arabpsynet.php?p=2
رابط الجائزة على الفايس بوك
https://www.facebook.com/ArabpsynetAwards/
--- --- --- ---
" المفلحون في علوم وطب النفس "
رابط التكريم على الموقع العلمي
http://arabpsynet.com/Prizes/IndexMouflihoun.htm
رابط التكريم على المتجر الالكتروني
http://www.arabpsyfound.com/arabpsynet.php?p=2
رابط التكريم على الفايس بوك
https://www.facebook.com/APN-Muflehun-Awards-112158856986593/