21/09/2025
# نوبات الهلع:
# اضطراب قلق قابل للعلاج
# المقدمة
تُعدّ نوبات الهلع (Panic Attacks) من أبرز الاضطرابات الانفعالية التي تندرج ضمن طيف اضطرابات القلق، وتمثل تحديًا نفسيًا وصحيًا شائعًا في المجتمعات المعاصرة. ما يميز هذه النوبات هو اندلاعها المفاجئ وشدتها العالية، مما يثير الخوف والارتباك لدى المصاب، وغالبًا ما تدفعه إلى طلب الإسعاف أو زيارة الطوارئ معتقدًا أنه يعاني من أزمة قلبية أو مرض عضوي خطير. تهدف هذه المقالة إلى تقديم تفسير علمي لأعراض نوبات الهلع، والعوامل المساهمة في نشوئها، بالإضافة إلى طرق علاجها من خلال الجلسات النفسية.
الأعراض
تشمل الأعراض مزيجًا من التغيرات الفسيولوجية والانفعالية، منها:
# تسارع دقات القلب أو الخفقان.
# ضيق التنفس أو شعور بالاختناق.
# الدوخة أو الإحساس بالدوار وعدم التوازن.
# التعرّق والرعشة.
# آلام أو ضغط في الصدر.
# شعور بالانفصال عن الذات أو فقدان الواقع.
# أفكار كارثية مثل الخوف من الموت أو فقدان السيطرة.
هذه الأعراض قد تستمر ما بين 20 إلى 30 دقيقة، ثم تبدأ بالانحسار تدريجيًا.
الأسباب والتفسيراتوالتفسيرات
تُفسَّر نوبات الهلع من خلال نموذج الحلقة المفرغة:
1. يبدأ الأمر بإحساس جسدي بسيط (تسارع القلب، دوار خفيف).
2. يُفسّر المريض هذا الإحساس بتفسير كارثي ("سأموت الآن").
3. يؤدي التفسير إلى زيادة القلق، فيُفرز الأدرينالين.
4. تظهر أعراض جديدة (رجفة، ضيق تنفس)، فيتعزز الاعتقاد بالخطر.
عوامل أخرى تساهم في ظهور النوبات:
# الاستعداد الوراثي والجيني.
# فرط حساسية الجهاز العصبي الذاتي.
# ضغوط حياتية مزمنة أو أحداث صادمة.
# الاعتماد على سلوكيات أمان (الهروب، طلب المرافقة) مما يعزز الحلقة المرضية.
العلاج النفسي (الجلسات العلاجية)
يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الأكثر فاعلية، ويُبنى على عدة مكوّنات:
# التثقيف النفسي: شرح طبيعة نوبات الهلع وآليتها الفسيولوجية.
# إعادة البناء المعرفي: مواجهة الأفكار الكارثية وتبديلها بتفسيرات واقعية ("هذه أعراض قلق وليست أزمة قلبية").
# التعرّض الداخلي: تعريض المريض عمدًا لأعراض مشابهة (مثل الجري لزيادة ضربات القلب) بهدف كسر الرابط بين الإحساس والتفسير الكارثي.
# التعرّض في المواقف: تدريب المريض على مواجهة الأماكن التي يتجنبها (كالأسواق أو المواصلات) دون استخدام سلوكيات أمان.
# تقنيات الاسترخاء والتنفس: تساعد على تخفيف حدة القلق وتنظيم الاستجابة الجسدية.
تُجرى هذه الجلسات عادة خلال 8–12 لقاء، مع واجبات منزلية وتعزيز تدريجي للمهارات.
# الخاتمة
نوبات الهلع ظاهرة نفسية شائعة ومزعجة، لكنها ليست خطيرة من الناحية الطبية إذا استُبعدت الأسباب العضوية. الفهم الصحيح للآلية النفسية والفسيولوجية يُخفف من حدتها، والعلاج السلوكي المعرفي يوفر أدوات عملية للتحكم بها وكسر الحلقة المرضية. بالتالي، فإن هذا الاضطراب قابل للعلاج بدرجة عالية، ويستطيع المصاب أن يستعيد جودة حياته الطبيعية بفضل التدخل النفسي المبكر والمنظم.
الأخصائية النفسية :