04/12/2025
العلاج النفسي لا يُفرض، بل يُختار. أمّا الخطوة الأولى فلا يخطوها إلا من شعر أن قلبه يستحق الشفاء
لكل شخص حرية أن يبدأ أو يتأخر، أن يعالج أن يرفض…
فالشفاء رحلة شخصية… ومن يختارها، يختار نفسه أولًا.
هناك لحظات في الحياة ندرك فيها أن الطريق نحو الشفاء يبدأ من الداخل، لا من كلمات الآخرين ولا من محاولاتنا لإقناع أحدٍ بالسير معنا.
فالعلاج ليس بابًا نُدخل الناس إليه بالقوة، بل خطوة شجاعة لا يخطوها إلا من شعر بثقل الألم ورغب في الخفة، ومن لمس في قلبه حاجة للتغيير.
نحن – كأخصائيين أو داعمين – دورنا ليس دفع الناس إلى العلاج، بل نمدّ يدًا، نُطمئن، نُصغي، ونرشد… أمّا قرار السير فهو حقّهم وحدهم، وحريتهم التي لا يُنتزع منها شيء.
وحتى الذين نحبهم، والذين نريد لهم النجاة أكثر مما يريدونها لأنفسهم… لا يمكن أن نزرع فيهم الدافعية إن لم يستعدّوا لقبولها. الدافعية لا تُصنع بالإجبار، بل بالوعي، وبالنضج، وبالرغبة الصادقة في أن يعيش الإنسان حياة أقل ألمًا وأكثر انسجامًا.
وبيننا وبين الآخرين، هناك دائمًا أشخاص سلبيون، يشكّكون، يثبطون، يفسّرون العلاج ضعفًا أو رفاهية.
لكن الحقيقة واضحة: الابتعاد عن هؤلاء ليس أنانية، بل حماية للنفس.
كل إنسان حرّ في اتخاذ قراره: يعالج أو لا يعالج… يتقدّم أو يبقى مكانه.
أما نحن، فدورنا أن نكون نقطة نور، لا قوة دفع، ورَفيق درب، لا صاحب قرار.
نؤثر بالاحترام، ونلهم بالهدوء، ونساعد من أراد المساعدة…