الطبيب ياسين رايس. Dr Yassine Hammamet

الطبيب ياسين رايس.         Dr Yassine Hammamet Médecin de famille.

اختتام الايم العلمية بشرم الشيخ مصر.Fin des journées scientifiques à Charm el-Cheikh, Égypte.
27/05/2024

اختتام الايم العلمية بشرم الشيخ مصر.
Fin des journées scientifiques à Charm el-Cheikh, Égypte.

18/06/2021

ش**ة أكل لحوم الأموات..!!

كتب: أبوجرة سلطاني

بعد نشر مقالي: "فستذكرون ما أقول لكم"، تواصل معي كثير من أصدقائي عامة ومن أبناء الصحوة خاصة.. يشكرون ويباركون هذا النوع من الكتابات الهادفة ويصنفونها في خانة "نشر الوعي" وتبصير الرأي العام بالحقائق التاريخية التي يجهلها جيل الشباب لأنهم لم يعاصروها بين سنوات 2012/1988. لأسباب يطول شرحها.

من بين هؤلاء المتصلين صديق قديم كان إطارا ساميا في مسمى "حكومات العصابة"..!! لكنه كان نظيفا جدا وخدوما للمستضعفين.. ساقته الأقدار ليشتغل في ظروف غلب عليها الفساد. وأنا أعرف سيرته منذ 40 سنة وأثق في عقله وخلقه ودينه وكفاءته. روى لي حكاية حدثت له في حفل زفاف. قال: كنت في وليمة عرس نجل صاحبي فلان..!! فسمعت بأذني شابا (كان يأكل لحمي مع طعامه وأنا انظر إليه..!!) يغتابني علنا أمام الحضور بصوت واثق..!! ويسرد تاريخا أسود حافلا بالمخازي ويؤكد بثقة أنني ارتكبت كذا وتورطت في كذا وعندي كيت وكيت من الشركات والأرصدة في الخارج.!! ورأيت من كانوا حوله يستمعون إليه باستغراب وينظرون إليّ مشدوهين من وقاحته ومن صمتي وصبري.

لما فرغ من سرد "سيرتي السوداء" على الحضور سألته: هل تعرف الشخص الذي كنت تتحدث عنه بسوء؟ قال: كل الناس يتحدثون عنه بسوء. لقد كان مع الرئيس المخلوع..!! قلت له: دعنا من الرئيس المخلوع. أنت ذكرت "فلانا" باسمه وعددت مخازيه وسرقاته ومشاريعه..!! هل تعرفه؟ هل لديك ما يثبت صحة تهمة واحدة مما ذكرت؟ قال: سمعت الناس يروون عنه فرويت..!! قلت له: إذن أقدم لك نفسي: أنا هو الشخص الذي كنت تتحدث عنه..!! هل تعرفني؟؟ فبُهت وقام يسلم عليّ ويعتذر ويقول: سبحان الله سمعته من ثقات..!! قلت صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إذا لم تستح فاصنع ما شئت". وتركت المجلس وغادرت المكان.

ضغطت هذه الحادثة على مشاعري منذ سمعتها فوجدت من واجب الوقت التّذكير بحرمة أكل لحوم الأموات ( الحديث بسوء عن إنسان غائب)، من منطلق أن مثل هذه القصص صارت "فاكهة مواسم الفارغين". وقد سمعت منها الكثير على ألسنة قوم زادهم الوحيد القدح في سيّر رجال أفاضل لا يعرفونهم، وأكل لحومهم في غيابهم..!! والله يحذر من هذا الصنيع المنحط: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" الحجرات: 12.

تناول أعراض الناس بالسّوء فعل مرذول يعبّد الطريق إلى الجحيم، وهو الدرس الذي علمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) بموعظة جليلة نصحه في خاتمتها بلجْم لسانه عن لغو الحديث وفضول الكلام. فقال له : " وأمسك عليك هذا"، وأخرج لسانه الشّريف وأمسكه بالسّبابة والإبهام. فتعجب معاذ وسأله: أوَ مؤاخذون على ما نقول يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم):" ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبّ الناس على وجوهم ( أو قال على مناخرهم)في النار إلا حصائد ألسنتهم". صحيح الترمذي عن معاذ.

قلت: لا يستقيم حال المرء ( مهما كانت درجة ورعه وتقواه ونظافة ثوبه) حتى يستقيم أصغراه: لسانه مع الناس. وقلبه مع الله. وهي حقيقة مطلقة أدركها كل من خالط الناس واكتوى بأذاهم. ولم يشذ عن هذا الإدراك الواعي حكيم شعراء الجاهلية زهير بن أبي سلمى. فقد وعاها بالتجربة فصاغها في حكمة جميلة قال:

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

قيمة الإنسان قلب ولسان: قلب تقيّ يقرّبه إلى الله. ولسان نقيّ يقيه مصارع السوء. فالإنسان بمنطق الرياضيات نصفان صغيران:
1- 50% من قيمته في قلبه، وذلك سرّ يعلمه الله.
2- و50% في لسانه، وذاك جهر يسمعه الناس.
والباقي كتلة من شحم ولحم ودم.. يشترك فيها مع الإبل والأبقار والأغنام والقردان.. فإذا تركنا ما في القلب من نيّات يعلمها الله صار الرجل لسانا وقلما ( فقلمه لسان. وأسلوبه لسان. وتعليقاته على ما يسمع وعلى ما يكتب غيره لسان..) فمن لسان المرء تعرف قيمته. والله يقول عن المنافقين:" ولَتَعْرِفنهُم في لحْن القَوْل" محمد: 30. والحكمة تقول: المرء مخبوء وراء لسانه. ومن بدائع ما في كتاب الله تعالى أنه عندما يتحدث عن أقوال غير المسلمين يرد أصلها إلى تشابه قلوبهم: " كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" البقرة: 118. ولم يقل: تشابهت أقوالهم لثلاثة أسباب خفية:
1- القلب وعاء مملوء يغرف منه اللسان.
2- إذا أصيب القلب بداء الحقد والحسد تصيّد اللسان السقطات. فإن لم يجدها اخترعها.
3-لا يقدح في عرضك ويؤلف فيك القصص ويبتدع حكايات الزور.. سوى من عجز أن يكون مثلك.

في هذا المقام أسوق ثلاثة أمثلة من كتاب الله تعالى أبدد بها غيوما تراكمت في سماء أخلاقنا منذ صار " غوغل شيخنا".!! فصارت جرأتنا على أعراض الناس عونا للشياطين عليهم ش**ة في أكل لحوم الأموات.

الأول؛ من محيط آل عمران: فطهارة مريم (عليها السلام) وعفتها واحتجابها عن الناس منذ ولادتها وانتماؤها للبيت النبوي.. لم تشفع لها ولم تعصمها من القيل والقال. فبمجرد أن رآها قومها تحمل طفلا رموها بما في صدورهم من غلّ وبما في قلوبهم من مرض السفاهة (ولا يظن السفيه إلا بما فيه) فلم يسألوها عن وليدها وبادروها بتهمة ثقيلة: "قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً" مريم: 27 ولو كانت قلوبهم سليمة لسألوها قبل أن يصدروا في حقها حكما متسرعا بظاهر ما رأوا فحكموا عليها بسوء ظن . وفي سوء الظن إثم وظلم كبير ..!! فلما أشارت إلى رضيعها أنْ كلموه سيجيبكم بما يسفه عقولكم أنطقه الله بالحقيقة فعلموا أنهم لم يتبينوا فأصابوا طاهرة بجهالة فأصبحوا على ما فعلوا نادمين.

والثاني؛ من قصور الملوك: فيوسف (عليه السلام) نبيّ بن نبيّ دخل السجن بفرية ملفقة. ولبث فيه سبع سنوات بسبب إشاعة أطلقتها نسوة في المدينة..!! ولو لم يبرئه الله ( جل جلاله) برؤيا العزيز للبقرات والسنابل التي عجز حراس المعبد عن فك رموزها فأرسل إليه يسأله تعبير رؤياه. لو لم يحصل هذا لمات في السجن قبل ظهور براءته ولقيل اليوم: شاب سقط في حب ملكة..!! فالإشاعة أقوى من كل توضيح، إذا أطلقت كانت كوقع "الحبر الصيني" على الثوب الأبيض لا تزيله جميع منظفات الدنيا.

والثالث؛ حادثة الإفك: التي يعلم الجميع أن وراءها رأس المنافقين (ابن سلول). ولكنها وجدت آكلي لحوم البشر فصدقوها وروجوا لها واتهموا الفراش الطاهر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخدشوا عفة أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها). فنزلت سورة تنفي ما تم الترويج له ظلما، وتسلط النور على "البقع السوداء" في قلوب المؤمنين. ومع ذلك مازال في زماننا من يلوك عرضها (رضي الله عنها) . لأن منافقا يشتهي أكل لحوم الأموات فجر قنبلة من العيار التقيل بقول سافل: "زوجة نبيكم باتت مع رجل والله ما نجت منه ولا نجا منها..!
سبحانك هذا بهتان عظيم.

التثبت من مصدر الخبر والتبين مع ناقليها يكشف آكلي لحوم البشر . وما أجمل ما استقبل به سليمان (عليه السلام) نبأ الهدهد، مع أنه لم يكذب عليه من قبل، ومع وصفه الخبر بالنبأ اليقين. ولكن سليمان (عليه السلام) احتاط للأمر بما يقطع الشك باليقين:" قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" النمل: 27. هذا هو أسلوب الحزم الواجب مع المرجفين والمغتابين والمغردين في سماء الفضاء الأزرق.. ولو كانوا "هداهد" يزعمون أن أخبارهم أنباء يقينية. فقد نقل أحدهم إلى الإمام الشافعي رحمه الله غيبة سمعها من آكل لحم بشري فقال له: إذا كنت صادقا فأنت نمام. وإذا كنت كاذبا فأنت فتان. ونقل أحدهم إلى الحسن البصري نميمة فقال له: ألم يجد الشيطان بريدا غيرك؟..فاقتلوا الإشاعة بتطهير أسماعكم من ملوثات السمع. فالله يقول:"يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ" التوبة:47

فاللهم اهد قومي فأكثرهم لا يعلمون.

05/06/2021

انتبهوا: فهو عند الله عظيم

كتب: أبوجرة سلطاني

يقول الله (جل جلاله) عن المروجين للإشاعة والدّعاية والإفك والأراجيف: " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ" النور: 15.

من أبسط القواعد التي حفظناها في بداية تعلّمنا أصول الفقه قول فقهائنا الكبار: " إذا كنت ناقلا فالصّحة. وإذا كنت مدّعيا فالدّليل". لكن كثيرا من أبناء الإسلام - لاسيما الشباب - لا ينقلون صحيحا ولا يقدّمون دليلا على ما يكتبون، وحجّتهم في منازلات " الضرب تحت الحزام" أنّ فلانا شخصيّة عمومية !! تجوز غيبته وتشويه سمعته والطّعن في عرضه..!! لأنه كان مع النظام..!! وهو حقّ أريد به باطل كما قال الإمام علي (رضي الله عنه) عن الخوارج الذين فسّروا القرآن بأهوائهم.

أولا: من حيث المبدأ ، ليس كل من كان مع النظام مذنبا ولا سارقا ولا مختلسا ولا شريكا للفاسدين في الجرائم التي ارتكبوها ضدّ الوطن والشعب والدين واللغة والتاريخ.. فكل إنسان مسؤول عن أعماله، وربنا (جل جلاله) يقول: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" فاطر: 18. هذا في الدنيا. وفي الآخرة: "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ" المدّثر: 38 .
- فيوسف (عليه السلام) كان وزيرا للزراعة والخزينة في دولة العزيز ، ولم يطعن أحد في مساره. سوى إخوته: "قالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ" يوسف: 77. فالطعنة تأتيك دائما من " إخوتك"..!!
- ومؤمن آل فرعون كان يعمل في سرايا "النظام الفرعوني". ولكن الله زكى مساره وسيرته.
- وبالمقابل كان قارون من قوم موسى (عليه السلام) وبغى عليهم.
- وكان السّامري من بطانة موسى (عليه السلام) وقبض من أثره قبضة نبذها فصنع منها عجلا أضل به بني إسرائيل.. والأمثلة كثيرة.

فليس كل من كان مع الضّالين ضالا. وليس كل من في صفوف المهتدين مهتديا، ولا يتحمّل الأطهار نجاسة الفجار. ولا يؤخذ المحسن بجريرة المسيء. فامرأة لوط في النار. وامرأة فرعون في الجنة. وابن نوح منحرف وعكرمة بن أبي جهل صحابي..

تطبيقا لقاعدة: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" النمل : 64. فمن كان بيده دليل على فساد فلان أو عنده شهادة ضد علان فليقدّمها للقضاء من منطلق: "إذا كنت ناقلا فالصحّة. وإذا كنت مدّعيا فالدليل". ورحم الله البوصيري لما قال:

والدّعاوَى إن لم تقيموا عليها. * بيّنات أصحابها أدعيّاءُ.

أما القول بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، فحدّث عن "الفضاء الأزرق" ولا حرج، وللتذكير فقط فقد قال الناس كلاما غير لائق في الكتب وفي الرسل والملائكة والصالحين والعلماء.. وقالوا حتى في الله (جل جلاله). قالوا: يده مقبوضة..!! وجعلوا له صاحبة وولدا..!! و قالوا هو واحد من ثلاثة..!! وسمع الله أقوالهم وكتبها عنده: "لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا" آل عمران: 181.. فهي عنده مكتوبة ومسطورة:"وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ" القمر: 53/52.

ثانيا: من حيث الموقف الأخلاقي، أرى كثيرا من شباب "العملاق الأزرق" يتسلّون بتغريدات مجحفة ويتلذذون بسب الناس واقتحام حرماتهم والنشر بغير علم ولا وعي ولا تثبت ولا تقدير للعواقب.. ويحسبون التغريد في الفايس بوك هينا: "وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ" النور: 15. ربما لجهلهم بالمآل..!!

ليس عذرا أن يكونوا جاهلين بأن الكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي شهادة لهم أو عليهم (سواء وقّعوها بأسمائهم أو نشروها بأسماء مستعارة). فالله يعرفهم ويعرف أسماءهم وعناوينهم، وهو مطّلع على نيّاتهم وعليم بما في صدورهم ومحيط بخطر ما ينشرون.. فهم على خطير كبير في حركة الحياة الدنيا. ويوم القيّامة لا تنفعهم معاذيرهم: "بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ" القيامة: 15/14.

ثالثا: في الحكم الشّرعي، كل ما يصدر عن أغلب روّاد التواصل الاجتماعي من إساءة لأعراض الناس و تدنيس لشرف الأفراد والأسر وترويج لأراجيف ونشر لإشاعات لا أساس لها من الصحّة. ولا سند لها سوى ما يفتريه عليهم خصومهم الذين عجزوا عن مواجهة الرجال بالحجُة والدليل فاخترعوا ما أشاعوه من إفك ظنّا أنهم سيضرّوهم به. فإذا بهم يكتشفون أنهم خدموهم من حيث لا يشعرون.
- فقد أبقوا أسماءهم حيّة في أذهان الناس.
- وخبأوا لهم حسنات سيقتطعها الله لهم من رصيدهم يوم القيّامة.
- وكشف الزّمن أنهم مفترون.
- وتعاطف الرأي العام مع من ظلموهم بعد اكتشاف الخديعة والتّآمر وقبض بعضهم ثمنا دنيويا زهيدا.

قل صدق الله القائل: "لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ" النور: 13. فخطورة الحديث عن أعراض الناس كبيرة من الكبائر في فقهنا ترافق صاحبها إلى القبر وتواجهه يوم الحساب.

رابعا: هذا بلاغ للناس، في رحلة الإسراء والمعراج مرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قوم لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم. فسأل: "من هؤلاء يا جبريل؟". فقال: "هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم". فالخوض في أعراض الناس عامة خطأ أخلاقي لا يقع فيه من يحترم نفسه. ويصير خطيئة شرعية لا تصدر عن مسلم إذا رمى بها بريئا . فإذا نشرها وقرأها الناس فقد شهد على نفسه بين يدي الله ودوّن شهادته بتوثيقها - في العالم كله - أنه سعى في تشويه عرض مسلم. فارتكب في حق نفسه كبيرة من أشد الكبائر ضررا عليه قبل أن يمس ضررها الضّحية (الذي قد لا يقرأها ولا يخبره بها أحد). ولكن الملائكة تكتبها في صحيفة من دوّنها "تغريدة" ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي فقرأها آلاف المتصفّحين وأعاد بعضهم نشرها فسرى إثمها على من كتبها ومن نشرها وعلى من أعاد توزيعها. فلا ينجو سوى من تصدى لها بنيّة الدّفاع عن عرض أخيه بظهر الغيب فيكتب الله له ثلاث حسنات:
1- حسنة عن اجتهاده في ستر عرض أخيه بالغيب فيستر الله عرضه في الدنيا والآخرة.
2- وحسنة عن نيّة الدفاع عن أخيه. فيدافع الله عنه وهو لا يعلم.
3- وحسنة سريّة يخبؤها الله له يوم القيامة فيستر عليه كما ستر على أخيه.

أما المستهتر بما يكتب من تغريدات. والمستخف بما ينشر من تعاليق و"هاشتاغات". والساعي في تشويه سمعة مسلم، والقول في أعراض الغائبين عنه بغير علم ولا سابق معرفة ولا تبيّن.. سوى مرجع " راهم يقولوا"..!! أو " سمعت الناس يقولون..". فسوف يبتليه الله في حياته بأمرين توعّد هاتكي أعراض الناس بتعجيلهما لهم في الدنيا. ويوم القيامة يجدون أنفسهم من المفلسين.

أما العقوبتان العاجلتان للوالغ في أعراض الناس فهما:
1- أنه لن يموت حتى يقيّض الله له من يتتبّع عوراته ويفضحه ويهتك عرضه ويتناول سيرته وينشر ما يسيء لعرضه وعرض أسرته (زوجته. بناته. أخواته. أصهاره..الخ) حتى يندم على ما كان يفعل. فالجزاء من جنس العمل. وكما تدين تدان. والله يمهل ولا يهمل..ومن تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته.. الحديث أدناه.
2- لن يموت حتى يرى بعينيه ويسمع بأذنيه أخبار فضائح تطاله بأيدي من لم يكن يتوقع منهم فضيحه. وذاك وعيد المصطفى (صلى الله عليه وسلم). فقد صعد المنبر يوما وخطب قائلا:" يا معشر من أسلم لسانه ولم يسلم قلبه. لا تتبّعوا عورات المسلمين، فإنه من يتّبع عورات المسلمين يتّبع الله عوراته. ومن تتبّع الله عوراته فضحه ولو في رحل بيته". فمن أدمن تتبّع أعراض الناس بهدف تشويه سمعتهم ينتظر دوره يوما، فهو كالقيامة آت . عندها سيعلم أنه كان من الخاطئيين.

خامسا: أعراض الناس ديون واجبة السّداد، إما أن تسدّد في الدنيا أو يتقاضاها أصحابها يوم الحساب. فما ينتظر الطّاعنين في أعراض الناس يوم القيامة كبير عظيم رهيب مهيب.. حسبهم أن الله يأخذ من حسناتهم فيعطيها لمن شتموهم ولمن سبّوهم ولمن شوّهوا سمعتهم وهتكوا حرمتهم ووسخوا أعراضهم.. فإذا انتهت حسناتهم ولم يقضوا ما عليهم رُدّت عليهم سيئات من كانوا يتتبّعون عوراتهم وينشرون أخبارهم ويشوّهون صورتهم لدى من يعرفهم ومن لا يعرفهم. حتى تنتهي حسناتهم وتتراكم عليهم سيئات من آذاوهم ثم يقذفون في النار.

ففي "حديث المفلس" شفاء لصدور من يتسلّى الفارغون بنشر أخباره بمناسبة وبغير مناسبة. فقد سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صحابته يوما:" أتدرون من المفلس؟". قالوا: المفلس من لا درهم له ولا متاع. قال:" المفلس من أمتي من يأتي بوم القيّامة بصلاة وزكاة وصوم.. ويأتي وقد ضرب هذا. وشتم هذا. وأكل مال هذا. وسفك دم هذا.. فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه رُُدّت عليه سيئاتهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار".

وأخيرا نصيحة لوجه الله: من مساوئ وسائل التّواصل الاجتماعي أنها تسجّل كل ما ينشر فيها. وتعيد التّذكير به بعد عام ثم تذكّر به بعد مرور خمس سنوات.. وهكذا.. فإذا نسيّها "المغردون" ذكّرهم محرّك البحث بما كانوا يصنعون حتى تقوم الساعة. وتلك من الآثار التي يكتبها الله في سجلاّت المغرّدين لقوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ" يس: 12.

هي صحيفة أعمالك مفتوحة بين يديك فاكتب فيها ما تشاء فسوف تجد ما كتبت محضرا وسوف تسأل عنه فالقلم أحد اللسانين:" وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" الكهف: 49.

والحمد لله رب العالمين.

26/05/2021
العالم كل همه كورونا، و لكن لا يجب أن ننسى الحقيقية.هذه الإحصائيات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية.منقول...
17/05/2020

العالم كل همه كورونا، و لكن لا يجب أن ننسى الحقيقية.
هذه الإحصائيات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية.
منقول...

Adresse

Quartier Des écoles Hammamet Tebèssa
Tébessa
12016

Heures d'ouverture

Lundi 07:30 - 13:30
Mardi 07:30 - 13:30
Mercredi 07:30 - 13:30
Jeudi 07:30 - 13:30
Samedi 07:30 - 13:30
Dimanche 07:30 - 13:30

Téléphone

+213559772156

Site Web

Notifications

Soyez le premier à savoir et laissez-nous vous envoyer un courriel lorsque الطبيب ياسين رايس. Dr Yassine Hammamet publie des nouvelles et des promotions. Votre adresse e-mail ne sera pas utilisée à d'autres fins, et vous pouvez vous désabonner à tout moment.

Contacter La Pratique

Envoyer un message à الطبيب ياسين رايس. Dr Yassine Hammamet:

Partager

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram

Type