08/08/2025
مرض السكرى بعبع حتى لمشاكل الأنف والأذن
مريض ستينى يعانى من مرض السكرى ويتناول علاجه بانتظام إلا أنه لا يتابعه مع طبيبه المتخصص بانتظام، يعتمد فقط على بعض التحاليل العشوائيه، حياة طبيعية هادئه، لكنه فجأه أحس بتورم فى عينه اليمنى، ذهب لطبيب الرمد، وصف له بعض المضادات الحيويه وطلب تحليلا للسكر وأشعة للعين، بدأ فى تناول العلاج لكن التورم زاد فذهب لعمل الأشعه ليكتشف طبيبه وجود خراج بمحجر العين وطبعا ارتفاع فى تحاليل السكر فقام بتحويله لطبيب أنف وأذن زميل مخافة أن يكون السبب هو التهاب مضاعف بالجيوب الأنفيه.
هاتفنى زميلى يناقشني فى الحاله وصدمت عندما علمت أن الرجل بهذه الحال منذ أسبوع وأنه أصبح لايرى بعينه الآن وأن السكر غير منضبط فأدركت فداحة الحاله لكن لابد من التدخل الجراحى لإفراغ الخراج جراحيا وعلاج السبب لكن كل ذلك لن يجدى نفعا إذا استمر تدهور مستوى السكر والحاله العامه للمريض.
راجعت الأشعه وفحصت المريض قبل الجراحة مباشرة وكان رأيي أن سبب الخراج هو التهاب الكيس الدمعى رغم وجود التهاب بالجيوب الأنفية أيضا وكان القرار هو التعامل مع المشكلتين معا.
فوجئ طبيب التخدير بمنظر العين وبالحالة العامة المتدهورة للمريض وتردد قليلا قبل أن يجدد نيته فى نفع المريض مهما كانت العواقب، جراحات لمضاعفات بهذه الخطوره لا تخلو من مشاكل أو مضاعفات لكنه نوى الخير وزاد اطمئنانه عندما أريته صورا لحالات مماثلة وكيف تم إنقاذها.
توكلنا على الله وبدأنا إفراغ الخراج من جرح خارجى بين الأنف والعين ثم بحثنا عن المصدر لنجد أنه الكيس الدمعى فعلا فأتممنا عملنا الخارجى وأكملنا عملنا بالجيوب الأنفية بعد ذلك لتتم الجراحة بخير بفضل الله لكن هناك أسئلة مازالت تدور فى رأسي،
لماذا يستهين الناس دائما بمرض السكرى الذى قد يقلب الأوضاع رأسا على عقب بين ليلة وضحاها؟ وماذا كان ليفعل هذا المسكين لو لم يجد من يساعده؟ وماذا كنت لأفعل أنا إن لم أجد من يعلمنى كيف أتعامل مع هذه الحالات الخطره ويعلمنى ألا أتردد فى مساعدة المريض ونصيحته مهما بلغت خطورة حالته؟ وماذا لو لم يكن توفيق الله هو عونك الأساسي؟
الحاجه المهمه اللى لازم نعرفها إن مرض السكرى لابد من متابعته بحرص لأنه بيأثر حرفيا على كل حاجه فى الجسم وأحيانا بيتسبب فى مضاعفات لا يمكن حلها ودا واقع بنشوفه يوميا للأسف.
وأحيانا الناس بتتصور ان الجراح دا صانع للمعجزات لكن الحقيقه ان الشفاء بالأساس هو من عند الله فقط وما نحن إلا أسباب وظيفتنا فقط نعمل كل اللى نقدر عليه وناخد بكل أسباب العلم لكن يد الله هى الشافيه.
كل حاله بنعالجها أو بنعملها جراحه بنتعامل معاها انها اختبار جديد لينا بنبذل فيها كل مجهودنا لكن مهما بلغنا من مهاره أو شهره بندعى ربنا قبل وأثناء كل حاله انه يسترها معانا وبنتحمل ضغط نفسي رهيب لكن كل التعب والضغط بيختفى بمجرد ما بنشوف تحسن حاله كانت فاقده الأمل أو نشعر بدعاء الناس لينا.
ربنا يحفظكم جميعا