30/11/2025
سيكولوجية الضحية ...
عمرك وقفت مع نفسك وسألت: ليه في ناس عايشة دايمًا في دور الضحية؟ ليه كل حاجة بتحصل لهم يحسوها ظلم، حتى لو كان ليهم دور فيها؟ الحقيقة إن فيه نمط نفسي اسمه سيكولوجية الضحية… وده مش مجرد موقف، ده طريقة تفكير وشعور وسلوك، بتخلي الإنسان يشوف نفسه مظلوم على طول، مهما كانت الظروف.
الشخص اللي عايش دور الضحية غالبًا ما بيشيلش مسؤولية أفعاله. بيهرب من المواجهة، ويستسهل يرمي اللوم على غيره. عمره ما بيحط حدود واضحة في علاقاته، ومبيعرفش يقول “لأ”، وده بيخلي الناس تتجاوز عليه كتير. ورغم إنه ممكن يكون ناجح أو واصل، جواه إحساس قوي إنه أقل من غيره، خايف ياخد قرار بنفسه، ودايمًا محتاج حد يقوله يعمل إيه وما يعملش إيه. ثقته في الناس أكبر بكتير من ثقته في نفسه… لدرجة تبان ساعات على إنها سذاجة.
وطبيعي جدًا إن الشخصية دي تبقى لقمة سهلة للاستغلال، خصوصًا من الناس النرجسية أو السيكوباتية أو اللي بتحب الدراما طول الوقت. لأنها بتتعلق بالمظاهر، وبتخاف من فكرة الفقد بشكل مبالغ فيه، فتمسّك بأي حد حتى لو بيأذيها. وتفضل تبرر وتداري وتقول لنفسها: “يمكن أتغير… يمكن أنا فاهمة غلط…” مع إن الحقيقة إنها بتهرب من المواجهة وبتخدّر نفسها.
الأصعب من كده إن الموضوع بيبدأ بدري… من التربية والموروث والعادات. بنتربّى نخلط بين الصبر والاستسلام، بين التحمل والضعف. والمسلسلات تزود الطين بِلّة: يا إما تقدم شخصية مستسلمة وتقول عليها طيبة، يا إما بطل خارق مابيغلطش!
والمؤلم إن الضحية نفسها مش بتفهم إنها ضحية غير بعد سنين… بعد ما تنهار. ساعتها بس تدرك إن “الصبر” اللي كانت فخورة بيه ماكانش قوة… كان خوف. وإنها كانت محبوسة في دايرة بتعيد نفس الألم كل مرة.
بس خليني أقولك الحقيقة:
دور الضحية مش قدر… ده دور بنتعلمه، وبنصدقه، وبنمشي عليه لحد ما يبقى هويتنا.
والتحرر منه بيبدأ من لحظة صدق… لما تقف قدام نفسك وتسألها بصوت واضح:
“هو أنا فعلًا ضحية… ولا أنا اللي سايبة نفسي أعيش الدور؟”