22/10/2025
إنت كمريض مصري لازم يبقى عندك خلاص الوعي إنك تبقى فاهم سوق الدوا ماشي إزاي في مصر.
لازم تبقى عارف إن كل يوم هتلاقي صنفين تلاتة تجاريين نزلوا.
لازم تبقى عارف إن المُسكّن اللي مكتوب لك في الروشتة عبارة عن اسم شركة مش أكتر، مش السحر اللي هيعالجك من كل وجع والتهاب في جسمك، أو هيضيّع لك الخشونة من أول قرص، وإنك لو خدت نوع تاني شركة تانية مش هيعمل حاجة!
لأن لو ماعملش حاجة، اللي كان مكتوب لك برضه مش هيعمل حاجة!
لازم تبقى واعي إن فيه حاجة اسمها (مادة فعّالة)، وحاجة اسمها (اسم تجاري).
لازم تكون خلاص فهمت الدنيا ماشية إزاي، وإن اللي بيحصل عندنا في مصر ده اسمه بظرميط!
آه والله زي ما بقولك كده… مش هتلاقي في أي حتّة في العالم روشتة مكتوب فيها اسم تجاري لدواء معيّن!
مش هتلاقي صنف تحت بير سلم مكتوب لك يخليك تلف الدنيا والآخرة علشان تلاقيه!
مش هتلاقي حد بيأكد عليك تجيب الدواء من الصيدلية الفلانية وتيجي تورهولي!
مش هتلاقي كل نص ساعة دوا معدة نازل، أو حديد وكالسيوم “يونيك فورميولا”، أو دوا شَرْب أعشاب جديد بقى مفيش زيه في السوق بخلاصة ورق اللبلاب، أو حتى مُسكّن جديد بقى سحر لعلاج الخشونة والالتهابات مادته الفعّالة “إيتوريكوكسيب”!
إحنا عدّينا، أو بالمعنى الأصح إنت كمريض عدّيت، بمرحلة قبل كده تقريبًا مكنش فيه أدوية خالص في السوق.
فاكر لما جه فترة مكنش فيه أي فوارات للأملاح، وكل ما يتكتب لك نوع ما تلاقيهوش!
لدرجة إني والله العظيم مرة جالي روشتة لحد عنده أملاح ونقرس مكتوب له بالحرف كده: فوار يورسولفين أو يوريفين أو يور إيد أو كولي يورينال… أي واحد فيهم، دلوقتي بقي البديل حلو!
طب بلاش أدوية الغدة نفسها!
مش جه فترة الدكتور بقى يكتب لك الأربع أسماء التجارية: إل-ثيروكسين، وإيوثروكس، وتي4-ثيرو، وثيروكسين… ويقولك اللي تلاقيه هاته!
بلاش… إنت دلوقتي كمريض قلب ومكتوب لك لانوكسين اللي منزلش بقاله فترة، والمثيل بتاعه اللي كان “معفّن” بـ11 جنيه قبل كده (40 قرص) واللي مكنتش بتفكّر فيه أصلًا… مش دايخ عليه دلوقتي وبتدوّخ لغاية ما تلاقيه!
أي نعم الكلام مش على كل الناس؛ لأن فعلًا في ناس خلاص اتعلمت وفهمت وبقى عندها الوعي، لكن للأسف الأغلبية لسه عندها نفس المشكلة.
نلتمس العذر أكيد، لأن في منهم ممكن يكونوا كبار سن أو مش متعلمين… بس للأسف إن فيه أكتر وأكتر عادي هتلاقيه متعلم ودارس وفاهم وما عندوش الوعي الكافي بالموضوع ده.
بالإضافة كمان—أنا ما بقولكش سيب الدوا اللي مكتوب لك وخُد البديل وخلاص، لأن فعلًا في بعض الأدوية يُفضَّل إنك لو هتاخدها تدوّر على المستورد:
يعني مثلًا زي أدوية الغدة، أدوية القلب، الأدوية اللي بتتتصنّع بطريقة معيّنة ومحتاجة Quality Control عالي على التصنيع—سواء بقى كانت أقراص مُغلّفة بتتتصنّع بطريقة معينة، أو محتاجة إنها تطلع في جسمك بمعدّل تحرير معيّن (Release Rate) زي دوا المعدة، أو الأدوية النفسية… وهكذا.
إنت لو قدّامك الاتنين—ساعتها اختار ماشي المستورد، أنا ما عنديش مشكلة في كده.
لكن يبقى مكتوب لك نوعين أو صنفين شركات مصري، وتقول لي: لأ أنا مش عايز ده، عايز المكتوب!
طب ما هم الاتنين نفس المادة الفعّالة يا حبيبي، والاتنين أصلًا ممكن تلاقيهم كمان بيتصنّعوا في مصنع واحد—ده طبعًا بعيدًا عن الأدوية اللي بتتتصنّع تحت بير سلم، كل يوم بنشوفها.
الخلاصة في البوست ده—أو الكلام اللي أنا بقوله—إنك كمريض مصري أو مستخدم مصري لازم يبقى عندك الوعي.
لأن للأسف: إن كان في طبيب ممكن يقول للمريض “لو ما لقيتش النوع ده هات أي بديل نفس المادة الفعّالة”، هتلاقي 10 قصاده بيأكدوا على المريض إنه يجيب اللي مكتوب بالضبط!
أنا لا بهاجم حد ولا بدافع عن حد؛ أنا عايزك إنت كمريض تبقى واعي:
اسأل—اللي مكتوب لك ده بكام؟ وهل مستورد؟ وهل بتستخدمه في حالة حرجة أو لحاجة ما ينفعش فيها الغلط؟ ولا مجرد مُسكّن مثلًا أو دوا بيحافظ على معدتك من الأدوية اللي إنت بتاخدها؟
ساعتها اسأل: الدوا ده بكام؟ وهل هو مصري؟ ولو مصري هل في مثيل ليه بنفس المادة الفعّالة أقل في السعر؟ وما تكسفش ولا تخاف.
خليك واعي.
منقول