18/12/2018
** أصدقائي الغاليين **
لقاء الثلاثاء
# # فاقد الشيء يعطيه أم لا.. ؟؟؟ # #
استكمالاً لموضوع الثلاثاء الماضي " ثقوب نفسية " طرحت في نهاية المقال سؤال . هل فاقد الشيء يعطيه أم لا ؟؟؟ والحقيقة أنه بعد قراءات عديدة وتجارب حياتية ليست بالقليلة تبين أن هناك أشخاص ينطبق عليهم هذا السؤال ولحسن الحظ فنسبتهم قليلة . ولكونهم تربوا علي نوع أو أكثر من أنواع الفقد سواء كان مادي أو معنوي فتراهم ينتهجوا نفس النهج الذي تربوا وشبوا عليه . بل بالعكس فإنهم – يجودوا – ويضيفوا من عندهم . فمن منعته الدنيا المال تجده قتورا . ومن نشأ في كنف أب مستبد رباه علي العنف والإهانة يخرج هذا كله علي تلاميذه حيث اختار أن يكون مدرساً . ولكن هؤلاء يكونوا في حاجة للعلاج لأنهم بالفعل مرضى نفسيين وهم بالفعل لا يشعرون بذلك فهم في حاجة للشفقة أكثر من النقد والتشفي ..
• هم في حاجة لعقد جلسات استماع عميقة يستدعي من خلالها كل المواقف الحياتية التي مر بها وكلما سرد تأكدوا أنه سينتقل شيئا فشيئا إلى ما نصبوا إليه ....
** ولكن ........................ النوع الثاني من البشر .. هؤلاء الذين كتب الله عليهم الحرمان من شيء ما مادي كان أو معنوي نراهم يضربون أروع الأمثلة في العطاء ... عطاء يشمل الجميع دون استثناء .. هؤلاء يا أصدقائي هم القاعدة .. هم السواد الأعظم .. فمن خلال خبراتي الحياتية شاهدت نماذج تفوق الوصف في العطاء وبالتعمق في حياتهم سواء منذ الطفولة أو ماهو شاهد للعيان وجدت أن كلاً من هؤلاء له قصة أو قصص مؤلمة ..
• فهذه سيدة لم يرد الله أن تسمع كلمة يا أمي .. أراها بأم رأسي تزوج زوجها وتأتي تحمل طفلاً بين ذراعيها وأتساءل باستغراب .. تقول ده ابن زوجي ذاهبة للكشف عليه ... والله رأيت نظرة حنان وحب تملأ وجهها .. فدعوت لها بالخير ...
• وهذا يعيش عيشة أقرب إلى الضنك ولكنه صابر وبفضل الله يرزقه الله رزقا واسعاً وأراه ينفق حتى لا يكاد يبقى في جيبه شيء ... وبسؤاله يبتسم ويقول " أصله مش بتاعي .. ده بتاع الناس دي " .
• طفل تربى في إحدى دور الرعاية وما أدراكم ما اليتم – حفظ الله كل الأمهات والآباء – يحدث هذا وأمه على قيد الحياة ولكنها تزوجت .. وظل إلى أن أصبح شاباً يافعا وأراه يضرب أروع الأمثلة في حنية طاغية تفوق الوصف علي أمه وأولاده وجيرانه وكل من يعرفه ... الأمثلة كثيرة تحتاج إلي كتب لسردها علي أن فاقد الشيء يعطيه ببذخ .. فمن حرم الحنان يغرق من يحبه بحنانه لأنه ذاق مرارة الفقد واكتوى بنار القسوة ...
تأكدوا يا سادة أن أصدق العطاءات وأكرمها تلك التي تأتيك من معدم .. ومن خلال التجارب وجدت أن فاقد الشيء حاتمي فيه .
** أحمد توفيق **