02/03/2025
مركز توازنك النفسي و"عين مراة خالك الشريرة اللي تندب فيها رصاصة":
هناك نوعان من البشر (وربما نوعان من المجتمعات والأمم والثقافات أيضاً):
1-نوع يقع مركز توازنهم النفسي داخلهم هم internal locus on control
2-ونوع يقع هذا المركز خارجهم external locus of control.
والنوع الأول يعتقد فيه الانسان الي حد كبير انه يسيطر علي حياته وانه مسؤول عن تصرفاته مسؤولية كاملة ومسؤول عن اخطائه ويعترف بها بسهولة ويصححها ويحس انه مسؤول حتي عن سلوك الآخرين وتصرفاتهم نحوه ويعتقد انه قادر علي إجبارهم علي احترامه وتغيير سلوكهم السيء نحوه..... فمركز اتزانه النفسي في داخله هو وهو عنده ثقة حقيقية بالنفس ومرونة في التفكير بدون غرور.... والدين يقويه ويزيده ثقة وطاقة ايمانية وعقلانية وتواضعا وهو هنا لا يستعمل الدين كحيلة دفاعية لتبرير أخطائه..... وعندما تحدث له مصائب وكوارث فانه يواجهها بنضج ويصلحها ان أمكن او يتعامل معها وبتقبلها ان لم يستطع تغييرها ويؤمن انها قد تكون خيرا له ويحاول الحصول منها علي افضل نتيجة ممكنه.....!!!!
اما النوع الآخر فمركز توازنه النفسي خارجه external locus of control فهو دائما يعتمد علي الاخرين فهناك دائما اناس آخرون مسؤولون عن سعادته وتعاسته ونجاحه وفشله وهو دائما يشعر انه ضحية victim mentality ودائما يلوم الآخرين إذا فشل ولايعترف بأخطائه بسهولة ودائما يحاول ان يبررها وربما يقع في نفس الأخطاء مرات عديدة ولا يشعر انه مسؤول عنها... وهذه النوعية تحس أنها ريشه في مهب الريح ولا يتقدمون كثيرا بل يقفون محلك سر او يتقهقرون..... وهم احيانا يفهمون الدين ويفهمون القضاء والقدر بطريقة خاطئة وبطريقة سلبية وتواكلية (علي طريقة ريح نفسك اللي ربنا رايده حيحصل وخلاص) فتجد انهم يستعملون الدين كوسيلة نفسية دفاعية خاطئة وغير ناضجة وواهمة لتبرير اخطائهم والسيطرة علي مشاعرهم السلبية وابعاد المسؤولية عنهم.....!!!!
و هذا الموضوع يبدأ مبكرا مع تربية الطفل منذ صغره..... فبعض الناس عندما يقع الطفل علي الارض ويبكي فانهم يضربون الأرض او الطاولة التي أوقعته "علشان مايزعلشي ومايعيطشي"..... وبعض الناس عندما يفشل الطالب في المدرسة فقد إصابته عين زوجة خاله "اللي يندب فيها رصاصة"..... وعندما يختلف الزوجان فان السبب اما الحس وإما الشيطان او اي شئ آخر طبعا "غير السبب الحقيقي وهو ان الزوج أناني والزوجة رأسها ناشف وعنيدة "..... وعندما يعجز الزوج جنسيا فانه اكيد مربوط والعمل مربوط عند الشجرة..... وعندما يموت الناس من الاهمال فالقضاء والقدر هو السبب.... وعندما تكثر الحوادث فالضحايا شهداء عند الله بإذن الله..... وعندما يخطئ المسؤول فلازم نديله عشرين فرصة (هو حيقطع نفسه يعني.... الشعب هو اللي وحش)..... !!!
واذا اردنا ان نتقدم كافراد وكمجتمع فلابد ان نعي ذلك جيدا وان ننشر ثقافة تحمل المسؤولية وان يكون مركز توازننا النفسي داخلنا نحن...... ولكن لابد اولا ان نغير طريقة تربية أولادنا منذ نعومة أظافرهم فعندما يصطدم الولد بالطاولة ويقع لا تضرب الطاولة ولكن قل له "في المرة القادمة انظر لما حولك جيدا حتي لا تقع مرة اخري"..... وعندما يرسب ابنك في الامتحان فقد رسب لأنه لم يذاكر جيدا او لانه غبي وكسول ولعبي ولا بد ان تقتنع جيدا ان "عين مراة خاله الشريرة ليس لها أدني علاقة بهذا الموضوع"....!!!!!