03/12/2025
أسباب الانتحار متشعبة ومختلفة أكتر من مجرد التخمينات التقليدية والساذجة.. والأفكار اللي بتدور ف عقل ونفس المنتحر في لحظة اللاعودة قبل التنفيذ بثواني لا يعلمها إلا الله.. وعشان كده مش هتكلم بتكهنات عن أسباب انتحار حد.. الله يتولى ويرحم من يشاء..
الحاجة الوحيدة المفيدة اللي ممكن أقولها عن الانتحار حاجة وقائية..
هتكلم عن منع الإحساس بعدم الجدوى وتلاشي القيمة وموت الرجاء في نفوسنا قبل حرث بذرة الانتحار من البداية..
الكلمة الطيبة والاحتواء الحقيقي والأمان الثابت والحب الصادق بيفرق..
جملة بسيطة زي بحبك يا فلان أو بحبك يا فلانة ممكن تغير مسار حياة ابنك أو بنتك أو صاحبك أو صاحبتِك أو مراتك أو جوزِك..
وجملة أبسط زي "أنت جدع يا فلان" أو "إنتِ شاطرة ف كذا يا فلانة" تحسس السامع إنه متشاف من اللي حواليه ..
مكالمة اهتمام أو رسالة ود لحد بعيد عنك بتقول "أنا معاك وفاكرك وأنت فارق معايا ف حياتي" ممكن تعمل شعور بالجدوى عند المتلقي..
حضن لمدة ٥ ثواني لإبنك أو لبنتك -أو من هم في مقامهم- ممكن يشيل من جواهم خوف من مجهول مظلم كئيب ويحسسهم بالسند..
المداومة على الجدعنة مع اللي بنحبهم ف المواقف الصعبة بتحسسهم بالأمان.. والمداومة على السؤال الجاد "مالك؟"، النابع من اهتمام مش من واجب، اللي من القلب بدون ديباجة أو زيف، ممكن يحسس كل حد ف حياتك إنهم محبوبين ولهم مجتمع وأصحاب حقيقيين مش مجرد معارف على هامش حياتهم..
وجود الآخر شيء أساسي فينا لدرجة التكوين..
بناء الإنسان النفسي متهيكل زي أعمدة الأسمنت المُسلح بالحديد حوالين وجود آخر.. وجود فاعل وحقيقي مش مجرد وجود صوري..
خلق الله حواء من آدم ليكونا سكنًا وونسًا وحبًا وسندًا لبعضهما.. فصار وجود الآخر صكًا في جوهر وصلب نفوس أولاد آدم جميعهم..
شكرًا
إعادة نشر #