13/11/2025
"سوائل مجرى البول
وموقفها الطبي والشرعي"
(البَولُ - المَنِّي - المَذْي - الوَدْي)
ذكرتُ فيما سبق أهمية مجرى البول وقلت انه أهم وأخطر جزء في الجهاز البولي التناسلي عند الرجال والجهاز البولي عند النساء.
وذكرت أن أهميته ترجع الى الآتي:
١- عضو سهل الاصابة صعب العلاج.
٢- تؤثر اصابته سلبا على كامل الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة عند الجنسين (الرجال والنساء) والتناسلي أيضا عند الرجال فتلتهب الخصيتان والبروستاتا وغيرها.
من هنا وجب الحفاظ عليه وذلك بالآتي:
١- التعامل معه بخبرة ودراية عند ادخال القسطرة او رفعها او غير ذلك.
٢- تجنب أسباب اصابته بالامراض التي يمكن تجنبها وأهمها "السيلان" والذي ينتج اساسا عن العلاقات الجنسية المحرمة (الزنا) حيث يؤدي ذلك الى ضيق في مجرى البول.
٣- تجنب محاولة ادخال القسطرة البولية عند مجرد الشك في اصابة مجرى البول بعد حادث سيارة ونحوه
لان محاولة ادخال القسطرة قد تزيد الامر سوءً بان تحول القطع الجزئي الى قطع كلي
والبديل هو تحويل البول من العانة ان لم يستطع المريض التبول وحدث له احتباس وذلك بمساعدة طبيب المسالك البولية.
٤- المبادرة بعلاج أي مشكلة طبية به قبل تفاقمها وذلك لدي الطبيب المختص.
٥- علاج التهابات المسالك البولية.
السوائل التي تخرج من مجرى البول:
١- سوائل طبيعية:
Physiological urethral fluids
* البول.
* السائل المنوي.
* المَذْي.
* الوَدْي.
٢- سوائل مَرَضية:
Pathological urethral fluids
* الدم.
* الصديد.
* افرارات مخاطية.
وسأتحدث عن السوائل الطبيعية في هذا المقال ان شاء الله تعالى.
١- البول:
هو ذلك السائل المعروف والذي تفرزه الكُلى من الدم حاملا معه المواد الضارة التي يجب تنقية الدم منها.
وأقل كمية منه للبالغين نحو نصف لتر يوميا ومتوسطها نحو لتر ونصف وتزيد عن ذلك حسب كمية السوائل او تعاطي مدرات البول أو أمراض كالسكري عند اهمال علاجها.
٢- المَنيِّ
وهو ماء الحياة
قال الشاعر:
واحفظ منيَّكَ انه
ماءُ الحياةِ يصبُّ في الأرحامِ
ومنه النسل والتكاثر، ويحتوي على الحيوانات المنوية وافراز الحويصلات المنوية وغدة البروستاتا.
وهو سائل لزج يخرج بشهوة ويُقذفُ بعضلات خاصة وكميته الطبيعية في المتوسط تتراوح بين (١,٥ - ٥ سم)
والعدد الطبيعي يتراوح بين (١٥ - ١٢٠) مليون حيوان منوي لكل ١ سم من السائل.
والحكمة الالهية من كل هذه الأعداد هو تخطي العقبات التي في طريق الحيوانات المنوية حتى البويضة في الثلث الطرفي من قناة فالوب.
وحتى يخصب البويضة أقوى الحيوانات فينتج النسل قويا وهكذا في كل الكائنات (راجع طريقة تلقيح ملكة النحل)
"فتباركَ اللهُ احسنُ الخالقين"
صدق الله العظيم
٢- المَذْي:
هو سائل شفاف لزج يخرج عند الاثارة الجنسية يفرز من غدتين اسفل البروستاتا تسميان غدة كوبر
(Cowper’s glands)
نسبة الى العالم كوبر، اول من وصفهما.
ويفرز من غدد موجودة ايضا في جدار مجرى البول وعلى الجانبين تسميان
(Littre’s glands)
وأهمية المذي ترجع الى ترطيب مجرى البول استعدادا لخروج السائل المنوي
اضافة الى معادلة حامضية آثار البول المتبقية في المجرى حتى لا يؤثر على كفاءة الحيوانات المنوية لان الوسط الهيدروجيبي (Ph) للسائل المنوي (قاعدي) أي قلوي والبول حامضي.
٤- الوَدْي:
هو سائل لزج أبيض يفرز اساسا من غدة البروستاتا ويظهر عند الضغط عليها بفعل (الحذق) كما في الامساك او الفحص الشرجي ونحوه
ويعتقد البعض انه سائل منوي والحقيقة انه ليس كذلك فلا يخرج بشهوة وليست له أي علاقة بالاثارة الجنسية وتزداد كميته عند التهاب البروستاتا واحتقانها.
جدير بالذكر ان افرازات مجرى البول عند النساء نادرة وما يوجد لديهن من افرازات في هذه المنطقة فمصدرها المهبل.
* الموقف الطبي من سوائل مجرى البول الطبيعية:
وصفها بالطبيعية يعني عدم وجود مشكلات صحية بها (الا اذا تغير وصفها بتغير الكمية او اللون او الرائحة او غير ذلك).
فوجود دم او صديد او رائحة كريهة بالبول او السائل المنوي او غيرهما يستدعي بالضرورة استشارة الطبيب المختص.
* الموقف الشرعي من سوائل مجرى البول الطبيعية:
ذكر علماء الشريعة ان جميع مايخرج من فتحة البول -غير المني- وكذا مايخرج من فتحة الشرج نجسٌ، يلزم الاحتراز منه وغسله ان اصاب الملابس.
كما انه ينقض الوضوء، ولا يوجب الغُسلَ، ويلزم معه الاستنجاء ثم الوضوء للصلاة.
اما السائل المنوي فيوجب الغُسل للطهارة، ولا يكفي معه الوضوء.
وقالوا -أي علماء الشريعة- ان المني طاهر، وعللوا ذلك بانه (اي المني) أصل الانسان الذي كرمه الله، فلا يُعقل ان يكون منشؤه (أي الانسان) نجسا.
ومع وافر التحية.