26/09/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاااام جدااااا للتوضيح والفهم أحبتي...وأسألكم الدعاء لأستاذنا د.صلاح سند علي نشر هذا المقال
فى فقه المرأة بين الطب والدين (١)
حيض أم استحاضة؟
-----------------
كثيرا ما تشعر السيدات بالحيرة، للتفرقة بين دم الحيض والاستحاضة، وتتوجه بالسؤال لعلماء الدين أو لأطباء النساء والولادة
وكطبيب أمراض نساء أسعد كثيرا عندما يطلب الفقيه الرأى الطبى فى هذه الحالات، تطبيقا للآية الكريمة "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (النحل: ٤٣). فالطبيب هو الأعلم بتوصيف كنه هذا الدم، ثم عالم الدين هو الأعلم بالأحكام الفقهية التى تترتب على توصيف الطبيب. ومن مقاصد الشريعة حفظ النفس الذى هو هدف التطبيب
وقد اجتهد الفقهاء القدامى (أكرمهم الله) فى هذا المجال، ولكن ينبغى الأخذ فى الاعتبار أنهم لم يعتمدوا أساسا على الرأى الطبى، وإنما على النصوص، وآثار الصحابيات والتابعات، وخبرة القابلات. وحتى لو كانوا اعتمدوا على آراء أطباء عصورهم فإن المعرفة الطبية فى تطور مستمر، وبالتالى يمكن أن تتغير الأحكام الفقهية لتناسب المعلومات الطبية الحديثة
-------------------
أولا: هل يمكن التفرقة بين دم الحيض والاستحاضة؟
يصف الكثيرون فروقا عديدة بينهما، أهمها الانتظام الشهرى، أو اختلاف الرائحة واللون. ولكن تظل اختلافات فقهية فى تحديد بداية الدورة الشهرية فى حالة نزول دم قليل متقطع يليه جريان الدم. وقد اعتبر الأحناف أن البقع الدموية هى بداية الحيض، بينما الأغلبية أخذوا بسيلان الدم
ومن الناحية الطبية:
** فإن الدورة الشهرية الطبيعية تحدث بسبب انفصال وسقوط الطبقة السطحية للبطانة الرحمية فى كل التجويف الرحمى، بطريقة متناسقة ومتزامنة بين أجزائها
Synchronized regulated shedding of the functionalis layer, lining the whole uterine cavity
مما يؤدى إلى تدفق أو جريان الدم
** وعلى الجانب الآخر فإن حدوث بقع دموية أو تقطع للدم معناه انفصال جزئى أو غير متناسق للبطانة، تسببه بعض الاضطرابات المرضية
Patchy or dysregulated shedding
فإذا حدث ذلك قبل سيلان الدم فهو ليس جزءا من العملية الفسيولوچية الطبيعية، ولا يميز بداية الحيض طبيا
-------------------
ثانيا: تحديد عدد أيام الدورة الشهرية:
تفاوتت الآراء الفقهية فى تحديد الحد الأقصى للحيض تفاوتا كبيرا، يتراوح بين سبعة إلى خمسة عشر يوما، وبعد ذلك يعامل كاستحاضة. وكما ذكرت سابقا فإن ذلك التحديد يجب أن يستند لرأى الطب. وجل الآراء الطبية تفيد بأن استمرار الحيض لأكثر من سبعة أيام يستوجب المشورة الطبية، وبالتالى، أعتقد أن الصواب هو أن تأخذ الآراء الفقهية بذلك التحديد الطبى
------------------
ثالثا: تحديد سن الإياس:
وفى هذه النقطة أيضا تفاوتت الآراء الفقهية بين التحديد بخمسين إلى سبعين سنة قمرية، فإذا نزل دم بعد ذلك فهو استحاضة. ولكن البعض رأوا أن الحيض قد يمتد لآخر العمر، فلم يأت دليل على غاية ينتهى إليها، طالما يحدث بالطريقة المعتادة
وإذا توجهنا للرأى الطبى فقد أجمعت الهيئات العلمية على أن نزول دم بعد خمس وخمسين سنة ميلادية يستوجب الكشف والمتابعة الدقيقة، ولذلك أرى أن ذلك يجب أن يؤخذ به فقهيا
------------------
لطائف لغوية:
كلمة الحيض:
فى جوهرها اللغوى قد تحمل معنى الجريان، فالحيض مشتق من الفعل حاض الذى يدل على الخروج والسيلان، ويستخدم هذا المعنى لوصف ظواهر طبيعية فيقال: حاض السيل وفاض
كلمة الاستحاضة:
إضافة الأحرف الثلاثة "است" لبداية الفعل يعطى معنى الطلب أو السؤال أو تحقيق غاية، والفعل "حاضت" يصبح "استحاضت"، فكأن المعنى هو: طلب منها الدم أن يكون حيضا، ولكنه ليس كذلك، فهو استحاضة
سن اليأس أم الإياس؟
كلمة اليأس تشير إلى حالة من فقدان الأمل، وكذلك كلمة الإياس. ولكن الإياس قد تستخدم فى بعض السياقات للإشارة إلى حالة من المواساة أو حتى التأمل والتفكير. ولذلك يفضل البعض استخدام "سن الإياس"
-----------------
[صلاح سند]