الكاتب/ مصطفى بن محمد آل سرور.

الكاتب/ مصطفى بن محمد آل سرور. Contact information, map and directions, contact form, opening hours, services, ratings, photos, videos and announcements from الكاتب/ مصطفى بن محمد آل سرور., Ismailia.

صفحة خاصة بالباحث الكاتب مصطفى بن محمد آل سرور:

- نشر وتوزيع كتابه "حجة المتذمم". دراسات علمية استقصائية تحليلية تأريخية لما ورد في كتاب "البداية والنهاية". للإمام ابن كثير، ويخص مسائل الاعتقاد والمذاهب والأديان.

- مقالات اجتماعية دعوية تحليلية متفرقة.

18/10/2025

كذبةُ الانتساب إلى الاعتزال: حين يلوذ الزائفون بمذهبٍ لم يفهموه!.

----

في زمنٍ التبست فيه المفاهيم، وصار التمويه على العامة بابًا من أبواب الشهرة، خرج بعض الكُتّاب والمثقفين المعاصرين مدّعين الانتساب إلى مذهب الاعتزال، زاعمين أنّهم امتدادٌ للعقلانية الإسلامية القديمة، وأنّهم يحيون تراث التفكير الحرّ في مواجهة ما يسمّونه بالجمود.

غير أنّ هذه الدعوى -عند التحقيق- كذبٌ بيّن وتزييف للانتماء، إذ لا صلة تربط بين أولئك الداعين اليوم باسم الاعتزال، وبين المعتزلة الأوائل الذين -على ما في مذهبهم من خطأ- كانوا مؤمنين بالله ورسوله، مدافعين عن الإسلام ضد الملحدين وأصحاب الملل الباطلة.

----

أولًا: دعوى باطلة وغاية مكشوفة.

من أبرز من روّج لهذه النسبة في العصر الحديث؛ ذاك المدعو "إبراهيم عيسى"، إذ أعلن مؤخرا -كما نمى لعلمي- أنه "معتزلي الفكر".

وهذه النسبة -لمن يتتبع مسيرته الفكرية- لا تعدو أن تكون غطاءً إعلاميًّا لتمرير نزعة علمانية متطرفة.

فكيف يُنسب إلى الاعتزال من قضى عمره في السخرية من الوحي، والتقليل من شأن الشريعة، والتماهي مع عقائد أهل الملل الأخرى في إنكار الغيب، بل في الإشادة بالمناهج الغربية المناقضة للدين؟!.

إنّ الاعتزال -رغم انحرافه العقدي- كان مذهبًا داخل دائرة الإيمان، حاول أصحابه -على أخطائهم- التوفيق بين النقل والعقل، أما هؤلاء المدّعون، فـ ينقضون النقل جملةً وتفصيلًا، ويُقصون الدين من أصل الحياة.

لقد أرادوا بهذه الدعوى أن يتعلّقوا بنسبة فكرية تُخفي خواءهم المعرفي، وأن يُظهروا أنفسهم بمظهر المصلحين المتنورين، مستغلّين جهل الناس بمذاهب الإسلام، ومموّهين بأنّ لهم سلفًا في التاريخ.

غير أنّهم -في الحقيقة- أبعد الناس عن الاعتزال علمًا ومنهجًا وصدقًا؛ إذ لم يَرِثوا عن المعتزلة سوى الاسم، بينما فقدوا الإيمان الذي كان يحرك أولئك، والنية التي كانت تدفعهم للدفاع عن الدين.

----

ثانيًا: لمحة عن المذهب الحقيقي.

تُنسب نشأة الاعتزال إلى واصل بن عطاء (ت 131هـ)، الذي فارق حلقة الحسن البصري في البصرة بعد خلاف في حكم مرتكب الكبيرة، فقيل: اعتزلنا واصل، فغلب عليهم الاسم.
وقد أسس المعتزلة مذهبهم على خمسة أصول شهيرة:

1- التوحيد: بتنزيه الله عن الصفات الزائدة على الذات.

2- العدل: بإثبات عدل الله ونفي نسبة الشر إليه.

3- الوعد والوعيد: بإثبات الثواب والعقاب قطعًا.

4- المنزلة بين المنزلتين: في حكم مرتكب الكبيرة.

5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: مطلقا وعلى كل حال.

كانت تلك الأصول محاولة عقلية جادّة لتنزيه الإله وتفسير أفعاله، لكنها أوقعت أصحابها في تأويلات مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، فرفضوها من جهة العقيدة، مع الاعتراف بجدّها العلمي من جهة الفلسفة والمنهج.

----

ثالثًا: موقف أهل السنّة من الاعتزال.

نظر أهل السنّة إلى الاعتزال على أنّه مذهب منحرف في الأصول العقدية، إذ قدّم العقل على النص، وتأوّل صفات الله تأويلًا مفرطًا، وقال بخلق القرآن. لكنهم لم يُكفّروا المعتزلة بالجملة، بل عدّوهم من أهل القبلة الذين أخطأوا في الفهم والتأويل.

أما المعاصرون الذين يتسترون بلبوس الاعتزال، فإنّ حالهم أشدّ خطرًا؛ لأنهم ينكرون أصل الدين نفسه، لا يخطئون في فهمه. فالمعتزلي القديم كان يؤمن بالله والآخرة والنبوة، أما هؤلاء فـ ينكرونها أو يسخرون منها، ثم يزعمون الانتساب إلى مذهبٍ عقلي إسلامي!.

وهذا يجعل كذب النسبة واضحًا لا لبس فيه، بل ويجعلها اعتداءً على التاريخ والعلم معًا.

----

رابعًا: فضل المعتزلة رغم مخالفتهم.

مع ما في مذهبهم من أخطاء، فإنّ فضل المعتزلة في الدفاع عن الإسلام لا يمكن إنكاره.

لقد وقفوا في وجه الدهرية والملاحدة والزنادقة، وكتبوا ردودًا عقلية قوية على الفلاسفة وأصحاب الملل المنحرفة.

ومن مدرستهم خرجت أسماء لامعة كـ النظّام وأبي الهذيل العلاف والجاحظ، الذين أسهموا في بلورة الفكر الإسلامي الجدلي والمنطقي.

بل أفاد بعض علماء السنّة من طرائقهم في المناظرة دون أن يتبنّوا عقائدهم، كما فعل الإمام الجويني والغزالي، فكان في منهجهم العقلي نفعٌ رغم ما فيه من خلل.

ولذلك كان المنصفون من علماء الإسلام يقولون: نقبل منهم ما وافق الحق، ونردّ ما خالفه.

----

خامسًا: مصير المذهب وأثره الباقي.

تراجع الاعتزال بعد محنة القول بخلق القرآن في عهد المأمون، حين ارتبط اسمه بالقهر السياسي، فنبذه الناس، وضعف حتى اندثر كمذهبٍ قائم.

ومع ذلك، بقي أثره العلمي حاضرًا في مدارس الكلام والفلسفة الإسلامية، وأسهم في ترسيخ التفكير المنطقي والجدل العقلي داخل الحضارة الإسلامية، حتى عند مخالفيه.

----

خاتمة:

إنّ الانتساب الكاذب إلى الاعتزال ليس سوى حيلة فكرية يتذرع بها من عجز عن حمل مسؤولية موقفه الحقيقي من الدين.

فمن لم يجد له جذورًا في الإسلام، لجأ إلى سرقة اسمٍ من تاريخه، ليغطي به خواءه الفكري وضلاله العقدي.

أما المعتزلة الأوائل -مع خطئهم- فكانوا رجال فكرٍ وعقيدة، لا دجّالين إعلاميين، وكانت لهم نية الدفاع عن الإسلام لا تقويضه.

يبقى الاعتزال -في ميزان الإنصاف- مذهبًا غير معتبر عقديًّا، لكنه صادق النية في الدفاع عن التوحيد.

أما هؤلاء الذين يلوذون باسمه اليوم، فهم أبعد الناس عنه عقلًا وإيمانًا، جمعوا بين كذب النسبة وجهل العقيدة، فخسروا التاريخ كما خسروا الحقيقة.

وليراجع من شاء ما ورد في كتابي "حجة المتذمم" في شأن مذهب الاعتزال وأهله.

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

17/10/2025

حفلات الذكاء الاصطناعي عند الأهرامات بين الرؤية الشرعية والجدل المجتمعي.

----

تُثار في الآونة الأخيرة ضجة واسعة حول الحفلات التي تُقام عند الأهرامات، خصوصًا تلك التي تُوظَّف فيها تقنياتُ الذكاء الاصطناعي والإبهار الضوئي والموسيقى الرقمية.

وقد انقسم الناس فيها إلى فريقين متناقضين: فريق يرى فيها انحرافًا وخطرًا عقديًّا، وآخر يعدّها مجرّد وسيلة فنية وسياحية عصرية.

وبين الإفراط والتفريط، تبرز الحاجة إلى رؤيةٍ علمية وشرعية متزنة.

----

أوّلًا: النظرة الشرعية العامة.

الإسلام لا يعارض الفنون ولا الإبداع التقني من حيث المبدأ، بل يشجّع على توظيف العلم والجمال في حدود ما يرضي الله، وقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}. هو حاكم في كل ذلك.

لكنّ الضابط هنا هو: صحة الفعل، وصفاء النية وسلامة المضمون.

فكل نشاطٍ فني أو تقني يخدم الخير والمعرفة ويعزّز القيم الإنسانية، فهو محمود.

أما ما يُفضي إلى تعظيم الرموز الوثنية، أو يُسهم في إشاعة الفاحشة أو الخرافة، فينقلب إلى محظور شرعًا.

----

ثانيًا: الفريق القائل بخطر هذه الحفلات (بعيدا عن الضوابط الشرعية الثلاثة آنفة الذكر).

يرى هذا الفريق أن إقامة حفلات «الذكاء الاصطناعي» عند الأهرامات ليست بريئة من المعاني الخفية، إذ تُستحضر فيها رموز فرعونية قديمة، وتُستخدم فيها مؤثرات ضوئية وصوتية تُشبه الطقوس الغامضة، بل يربط بعضهم بينها وبين ما يُعرف في المرويات بـ«تمهيد الأرض للدجّال» أو «فتح بواباتٍ غيبية» عبر الذبذبات والرموز.

ومع أن كثيرًا من هذه التأويلات لا تقوم على دليلٍ علمي أو نصٍّ صحيح، إلا أن التحفّظ من المظاهر التي تمسّ العقيدة أو توهم تقديس غير الله يبقى مشروعًا، لأن الأصل في المسلم أن يغار على توحيده، وأن يحذر من كل ما يُعيد للأذهان روح الوثنية أو يخلّ بالعقيدة.

----

ثالثًا: الفريق المؤيد لتلك الفعاليات (وهو في غفلة أيضا عن الضوابط الشرعية الثلاثة آنفة الذكر).

في المقابل، يرى المؤيدون أن هذه الحفلات لا تتجاوز كونها مشاريع فنية وسياحية تستثمر المكان الأثري الأشهر عالميًّا لجذب الزوار وتعريفهم بمصر وتاريخها، مستخدمةً أدوات العصر من ذكاءٍ اصطناعي وعروضٍ تفاعلية.

ويقول هؤلاء إنّ النظر إلى كلّ جديد بعين الريبة يضرّ بسمعة البلد ويغلق باب المنافسة الثقافية، وأن الجمال والضوء ليسا بالضرورة بابًا للضلال.

غير أنّ الخطأ الذي يقع فيه بعض الداعمين هو تجاهل البُعد القيمي والرمزي، فالمكان له قدسيته التاريخية، ولا يجوز تحويله إلى مسرحٍ للابتذال أو الغلو في تمجيد ملوكٍ كفروا بالله، تحت ستار الفنّ أو التقدّم، ناهيك عن الغفلة المتعمدة، وهدر كل ضابط شرعي يجب أن توزن به الأمور.

----

رابعًا: الإشكالات السلوكية والأخلاقية.

إلى جانب الجدل العقدي والفكري، فإنّ هذه الحفلات تشهد مظاهر اختلاطٍ واسعٍ بين الرجال والنساء وعلى نحوٍ يخالف ضوابط الأدب الشرعي، ويصحبه بكل ريب ابتذالٌ في اللباس والحركات والمظهر العام، مما يحوّل المناسبة من فعالية فنية أو ثقافية إلى ساحة لهوٍ ومجونٍ وانفلاتٍ أخلاقي.

وهذا النوع من التجاوزات لا يمسّ الشكل فقط، بل يؤثّر في الوجدان العام ويُضعف الحسّ القيمي في المجتمع، وهو ما يجعل الاعتراض عليها واجبًا لا من باب التضييق على الفن، بل من باب صيانة الذوق والحياء، وهما ركيزتان في بناء الشخصية المسلمة.

----

خامسًا: ظاهرة الانشغال بتأويلات المشاهير ونظريات المؤامرة.

ومن الإشكالات التي تفاقمت مع هذه الظواهر، الانشغال المفرط بتأويل أقوال بعض مشاهير التقنية كإيلون ماسك أو غيره، وربطها بخرافاتٍ دجالية أو مؤامراتٍ كونية خفية.

فكثيرٌ من الناس يقتطعون العبارات من سياقها، ثم يبنون عليها تصوّراتٍ غيبيةً لا دليل عليها، فيغذّون بها الخوف الشعبي ونزعات التوجّس غير المبرّرة.

وقد نهى النبي ﷺ عن اتباع كل ناعق، والتحذير هنا لا يقتصر على الاتّباع المادي أو التقليد الفعلي، بل يتجاوز إلى الاعتبار الداخلي للنعق في ذاته؛ أي إعطاء قيمةٍ لكل صوتٍ مرتفعٍ بلا ميزانٍ من علمٍ ولا دليل.

فمجرد الانجرار وراء العناوين المهيّجة، أو التصريحات الغامضة، أو الإيحاءات الإعلامية التي تُغذّي الخرافة، هو لونٌ من ألوان الاتباع المذموم الذي حذّر منه الشرع.

وفي هذا السياق، نجد بعض الناس يفسّرون تصريحات ماسك أو غيره عن “الذكاء الفائق” أو “التحكّم في العقول” تفسيرًا غيبيًّا بحتًا، وكأنها إشاراتٌ إلى الدجّال أو إلى مؤامرةٍ عالمية، من غير بينةٍ ولا فهمٍ علميٍّ للموضوع، أو فهم لطبيعة القائل حتى وما يرمي إليه من قوله هذا.

ومثل هذا الانشغال يُضعف البصيرة ويُربّي الهلع، في حين أن المؤمن مأمورٌ بالتثبّت.

فالواجب إذن أن لا يُتَّخذ النعق في ذاته مصدرًا للتفكير أو التحليل، وأن لا يُجعل كلام كل مشهورٍ منطلقًا لتفسير الغيب، فإن الغيب لا يُفسَّر بالظنون ولا بالإشاعات، ولا بأقوال مثل ماسك أو غيره، بل يُرجَع فيه إلى الوحي والعلم الموثوق.

----

سادسًا: الموقف المتزن.

المنهج الصحيح هو التمييز لا التعميم. فليس كلّ حفلٍ عند الأهرامات محرّمًا، ولا كلّ فعاليةٍ فنيةٍ ممدوحة. المعيار هو المضمون والغاية والمظهر:

فإن كانت تُقام بانضباطٍ أخلاقي، ولا تتضمن مخالفات شرعية أو رمزية شركية، وكان هدفها نشر المعرفة والتقنية والفنّ الراقي، فلا حرج فيها.

أمّا إذا استُخدمت لترويج أفكارٍ باطنية أو رموزٍ دينية محرّفة، أو اشتملت على عريٍّ ومجونٍ أو إسفافٍ فني، فهي حينئذٍ من المنكرات التي يجب إنكارها.

----

سابعًا: التوصية المقترحة.

ولأن هذه الفعاليات تمسّ مساحةً دقيقة تجمع بين الثقافة والدين والهوية الوطنية، فإن من الحكمة أن تُنشأ هيئةٌ علمية مستقلة تضمّ علماء من مجالات الشريعة والاجتماع والتقنية والفنون، تتولى دراسة تلك الدعوات إلى مثل هذه الحفلات من حيث منشئها إلى تمامها، فتتحقّق من مصادر التمويل، والمضامين الفنية، والرموز المستخدمة، والمظاهر العامة للحضور، قبل السماح بها.

وبذلك يتحقق التوازن بين صيانة العقيدة وحماية السمعة الثقافية والسياحية للبلاد، دون تهويلٍ ولا تمييع.

----

خاتمة:

ليست القضية في «الذكاء الاصطناعي» ذاته، ولا في «الأهرامات» ذاتها، بل في كيف يُستخدم الذكاء وأين توضع الأهرامات من منظومة القيم.

فالإسلام لا يحارب العلم ولا الجمال، لكنه يوجّههما ليكونا في خدمة التوحيد والكرامة الإنسانية، لا في خدمة المجون والانفلات، فضلا أن يكون في خدمة الدجل والأساطير.

وما أحوجنا اليوم إلى أن نتعامل مع هذه الظواهر بوعيٍ شرعيٍّ راشد، لا بخرافةٍ تُضلّ، ولا بانبهارٍ يُغفل، بل بعقلٍ يزن الأمور بميزان العلم والإيمان معًا.

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

08/10/2025

الطب النبوي والتقليدي... عودة إلى منبع الشفاء..

ليس الطب في جوهره تراكمًا من الوصفات أو التجارب فحسب، بل هو رحلة إنسانية تبحث عن سرّ التوازن بين الجسد والروح، بين الدواء والدعاء، بين التجربة والإيمان.

ومن هنا تتجلّى عظمة الطب النبوي الذي لم يكن بديلًا عن العلم، بل طريقًا يوجّه العلم نحو غايته العليا: الرحمة والشفاء.

----

الطب النبوي... تربية قبل تداوٍ.

في هدي النبي ﷺ دروس عميقة في فهم طبيعة الإنسان وصيانته قبل أن يمرض: الصوم لتطهير البدن، والاعتدال في الطعام، والنظافة كعبادة، والتداوي بالعسل والحبة السوداء والحجامة.

وكلها ليست طقوسًا تراثية بل قواعد وقائية وعلاجية أثبتت فعاليتها في الطب الوقائي الحديث.

هذا الطب النبوي ينظر إلى المرض كاختلال في التوازن، لا كمجرد عرض عارض، ويعيد الإنسان إلى فطرته في التعامل مع جسده بوصفه أمانة لا مِلكًا.

----

الطب التقليدي... حكمة الشعوب وتجارب القرون.

وما الطب الصيني والهندي ونحوهما إلا محاولات إنسانية قديمة لفهم هذا التوازن ذاته؛ فالوخز بالإبر، والعلاج بالأعشاب، وضبط الغذاء والمزاج، كلها تسعى إلى إعادة الانسجام الداخلي في الجسد.

وإذا اجتمعت هذه التجارب مع الهدي النبوي في إطار من العلم والانضباط، نشأ منها طبٌّ شامل ينظر إلى الإنسان ككُلٍّ متكامل: جسدٍ وروحٍ وعقلٍ.

----

عبقرية الأطباء المسلمين... جسور الحضارة.

لقد كان علماء المسلمين الأوائل هم الذين صاغوا علم الطب بصورته الإنسانية المتكاملة:

- فكان الرازي أول من ميّز بين الأمراض المتشابهة ووصف العدوى بدقة، وكتب عن أثر النفس في المرض والشفاء.

- وكتب ابن سينا موسوعته القانون في الطب، فجمع فيها حكمة القدماء وأضاف عليها منهج التجربة والاستدلال العقلي، حتى صار كتابه مرجعًا في جامعات أوروبا قرونًا طويلة.

- أما الزهراوي فقد وضع أسس الجراحة الحديثة ووصف أدواتها بتفصيل أذهل علماء الغرب بعده.

هؤلاء الأعلام نقلوا الطب من طور الملاحظة العشوائية إلى منهج التجربة والعقل، وكانوا بذلك الأساس الذي بُني عليه الطب الحديث نفسه.

----

الطب الحديث... علم جليل تحوم حوله التجارة.

لا يُنكر عاقل فضل الطب الحديث في إنقاذ الأرواح وتشخيص الداء بدقة متناهية، غير أن تسارع وتيرته وتضخم مؤسساته جعلاه في كثير من الأحيان أسير المصالح التجارية.

وقد نبّه بعض الباحثين الغربيين، مثل ريموند فرانسيس، إلى أن الطب الحديث يعالج الأعراض أكثر مما يعالج الجذور، وأن الإفراط في الأدوية الكيميائية والعمليات الجراحية غير الضرورية قد زاد من معدلات الوفيات، كما أظهرت بعض الدراسات خلال إضرابات الأطباء في عدد من الدول أن معدلات الوفيات قد انخفضت (وهي ملاحظات تحتاج إلى تدقيق علمي، لكنها تذكّر بأن كثرة التدخل لا تعني دائمًا صحةً أكثر).

----

نحو رؤية متوازنة.

إنّ الواجب اليوم ألا نجعل من الطب النبوي خصمًا للطب الحديث، بل شريكًا مكمّلًا له، يذكّره بروحه الإنسانية، ويعيده إلى غايته الأصلية:

- الرحمة لا الربح.

- والوقاية قبل الدواء.

فالطب النبوي يزرع الإيمان والطمأنينة، والطب الحديث يمدّنا بالأدوات والتقنية.

وإذا التقت الحكمة بالإيمان والعلم، عاد الطبّ إلى أصله النبيل: مهنة شفاء لا صناعة أرباح.

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

07/10/2025

العربية... لسانُ العقل وروحُ الدين..

حين يتأمّل الإنسانُ نعمةَ اللغةِ التي ينطق بها، يدرك أنّ العربيةَ ليست مجرّد وسيلةٍ للتفاهم، بل هِبةٌ إلهيّةٌ عظيمةٌ تجمع بين البيانِ والعقلِ والإيمان.

فهي اللغةُ التي اصطفاها اللهُ لكتابه الخالد، فصارت لسانَ الوحيِ، ومفتاحَ الفهمِ، وجسرَ العقولِ إلى نورِ الدين.

وقد ازددتُ يقينًا بهذه الحقيقةِ يومَ سافرتُ إلى إندونيسيا، تلك البلادِ الواسعةِ التي يصدح فيها الأذانُ في كلّ ناحيةٍ، غير أنّ العربيةَ ليست لسانَها الأمّ.

رأيتُ هناك طلابًا يحفظون القرآنَ بأصواتٍ نديّةٍ، ويتقنون تلاوتَه، لكنّهم يقفون حائرين أمام معاني بعضِ الآيات، يلجؤون إلى الترجمات ليفهموا، فينقلون عن غيرهم ما لا يُدركونه تمامَ الإدراك.

عندها شعرتُ أنّ الترجمةَ -مهما بلغت- لا تحمل النورَ كلَّه، وأنّ العربيةَ ليست لغةَ تواصُلٍ فحسب، بل مفتاحٌ للوحي، وبابٌ لفهمِ الدينِ من منبعِه الصافي.

وكم من مسلمٍ غيرِ عربيٍّ يحفظ القرآنَ كاملًا، ومع ذلك يشعر بشيءٍ من الغرابةِ حين يسمع آيةً لا يدرك معناها على وجهها الصحيح!، وكم من آخرَ بكى حين تعلّم العربيةَ لأوّل مرةٍ، لأنّه أدرك أنّ كلَّ لفظٍ من ألفاظِ القرآنِ يحمل معنىً لم تكن الترجمةُ تُبلّغه.

وقد رُوي عن أحدِ الداخلين في الإسلامِ من أوروبا أنّه قال: كنتُ أقرأ ترجمةَ الفاتحة، فلم أشعر بشيءٍ خاص، فلمّا سمعتُها بالعربية لأوّل مرةٍ بكيتُ دون أن أفهمها، ثمّ لمّا تعلّمتُ معناها أدركتُ أنّ العربيةَ ليست لغةً، بل طريقٌ إلى الله.

وكم من طالبِ علمٍ حين درس العربيةَ انفتح له بابٌ في الفهم لم يكن يتصوّره؛ فقد كان يقرأ قولَ الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ فيظنّها مجازًا عن قربِ اللهِ من عبده، حتى تعلّم أنّ "يحول" في العربيةِ تعني يمنع ويقف بين الشيئين، فعرف أنّ المعنى أعمقُ: أنّ اللهَ يملك القلوبَ ويصرّفها كيف يشاء.

إنّ كلمةً واحدةً في العربيةِ قد تفتح بابًا من الإدراكِ لا تُدركه ترجماتُ الدنيا كلُّها.

بل إنّ العربيةَ لا تؤثّر في فهمِ الدينِ وحده، بل في بناءِ العقلِ والذوقِ والوجدان. فحين يقول العربيّ: "رحمة، مروءة، أمانة، حِلم، وقار، فطرة". فهو يتحدث بألفاظٍ تختزل مفاهيمَ أخلاقيةً وثقافيةً متجذّرةً في تاريخٍ من الفطرةِ والإيمان.

تلك المفاهيمُ لا يوجد لها مقابلٌ دقيقٌ في اللغاتِ الأخرى، لأنّها نابعةٌ من بيئةٍ خُصَّت بالوحيِ ومجاورةِ النبوّة.

وقد رأيتُ في حياةِ الناس -عربًا وغيرَ عربٍ- أمثلةً كثيرةً تدلّ على أثرِ العربيةِ في التفكيرِ والسلوك.

- فالأمُّ التي تُعلّم طفلَها أن يقول الحمدُ لله بعد العطاس، لا تُلقّنه لفظًا عربيًّا فقط، بل تغرس فيه شعورًا بالشكرِ الدائمِ لله.

- والمعلّمُ حين يشرح لتلاميذه معنى التقوى من أصلِها اللغويّ "الوقاية"، يجعلهم يفهمون الدينَ على أنّه حفظٌ للنفسِ لا تضييقٌ عليها.

- والشابُّ حين يسمع قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ ويدرك أنّ الزكاةَ في اللغةِ تعني النماءَ والطهارةَ، يفهم أنّ تزكيةَ النفسِ ليست كبتًا للشهوات، بل نماءٌ للروح.

وفي إندونيسيا أيضًا رأيتُ شغفًا صادقًا بتعلّمِ العربيةِ بين طلابِ العلم، يدفعهم إليه حبُّ القرآنِ ورغبتُهم في تذوّقِ حلاوته الأصلية.

كنتُ أرى في وجوهِهم فرحًا عميقًا حين يفهم أحدُهم لأوّل مرةٍ معنى آيةٍ كان يقرؤها منذ سنين، وكأنّ بابًا من النورِ انفتح في قلبِه.

هناك أدركتُ أنّ من تعلّم العربيةَ فُتِح له بابٌ من الإيمانِ لا يُفتح بغيرها.

هذه الأمثلةُ اليوميةُ والواقعيةُ تكشف أنّ العربيةَ ليست تراثًا جامدًا، بل نَسغُ حياةٍ يسري في الفكرِ والشعورِ والسلوك، وأنّها إنما تُعاش وتُفهم لتُقرّب الإنسانَ من ربّه ومن إنسانيته معًا.

ولذلك كان السلفُ يقولون: من أراد فهمَ كتابِ اللهِ فليتعلّم لغتَه.

فالعربيةُ هي الوعاءُ الذي يحمل نورَ القرآنِ، وهي الجسرُ الذي يربط المسلمَ بالوحيِ بلا وسيطٍ أو ترجمة.

فلنحمدِ اللهَ أن جعلنا من أهلِ هذه اللغةِ المباركة، ولنحملها إلى غيرِنا دعوةً ورحمةً، كما حملها الأوائلُ إلى الأمصار، فأنارت بها القلوبَ قبل أن تُنير الألسن.

اللهم كما أنعمتَ علينا بلسانٍ نفهم به كتابَك، فاجعلنا من الشاكرين العاملين، واهدِ به غيرَ الناطقين بها إلى تعلّمِها، ليذوقوا من نورِها ما ذقنا، ومن حلاوتِها ما وجدنا.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

06/10/2025

نصرُ أكتوبر... حين تجلّى رمضانُ في ثوبِ الجهاد والإيمان..

ما من نصرٍ يُستحق أن يُوصَف بأنه “رمضانيّ” إلا إذا اجتمع فيه صدقُ التوجّه إلى الله، وصفاءُ النيّة، وثباتُ العزيمة.

وتلك كانت ملامح نصر أكتوبر الخالد؛ يومٌ تلاقت فيه الأرضُ بالسماء، فانبثقت من صمت الصحراء صيحةُ “الله أكبر” لتخترقَ الحواجز، وتعلن أن الأمةَ لا تموت إذا أحسنت صلتها بربّها.

لقد كانت حربُ العاشر من رمضان سنةَ 1393هـ (السادس من أكتوبر 1973م) صفحةً جديدةً في سجلّ السنن الإلهية التي لا تتبدّل: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾.

كانت القلوبُ مؤمنةً بأن النصرَ لا يُستجلبُ بالعتاد وحده، بل بالإيمانِ الذي يورثُ الطمأنينةَ في ساعة الخوف، والعزمَ في ساعة اللقاء.

كان الجنودُ صائمين في نهارهم، قائمين في ليلهم، بين تكبيرٍ ودعاءٍ وتضرّع، يُجاهدون بقلوبٍ طهّرها الصيامُ من الوهن، فصاروا جندَ الله حقًّا.

وليس من المصادفة أن يُكتب هذا النصرُ في شهرٍ شهد أعظم معارك الإسلام؛ فكما كانت بدرٌ الكبرى في رمضان فاصلةً بين الحق والباطل، كانت أكتوبر فاصلةً بين الهزيمة والنهضة، وكما فُتحت مكة في رمضان بعد صبرٍ طويلٍ على الأذى، فُتحت قناةُ السويس بعد صبرٍ على الجراح والهزائم. وها هو التاريخُ ينسجُ خيوطَه ليقول: إن روحَ رمضان هي روحُ النصر، وإن الصيامَ مدرسةُ إعدادٍ لا تقلّ عن ميادين السلاح.

في تلك الأيام، لم تكن المساجدُ تخلو من المصلّين الداعين بالنصر، ولا الإذاعاتُ تخلو من صوت القرآن يملأ القلوبَ يقينًا وثقةً بالله.

كانت الأمةُ في توبةٍ جماعيةٍ من الغفلة، تستعيدُ معنى قوله تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾.

----

إن النصرَ الذي أشرقت شمسُه يومَ العاشر من رمضان لم يكن نصرَ أمةٍ قويةٍ ماديًّا، بل نصرَ أمةٍ عادت إلى ربها.

لقد أتى بعد انكسارٍ مريرٍ في عام 1967م، لكنّ الهزيمةَ يومئذٍ لم تكن في السلاح، بل في الروح.

فلما أصلحت الأمةُ ما بينها وبين الله، أصلح الله ما بينها وبين النصر، فتكاملت الأسبابُ الإيمانية والمادية، وتحققت السنّةُ الإلهية في نصرة الصادقين.

وحين عبر الجندُ القناةَ مكبّرين، ارتعدت القلوبُ في الجانب الآخر، لأنهم واجهوا رجالًا لا يقاتلون من أجل ترابٍ فحسب، بل من أجل عقيدةٍ تُلهب القلوب.

----

لقد كان التكبيرُ في أكتوبر امتدادًا لتكبيرات بدرٍ وفتحِ مكة، وكانت صيحةُ “الله أكبر” يومها تعلن أن النصرَ لا يُقاسُ بآلةٍ أو رقم، بل بمدى عمقِ الإيمان في الصدر.

إن نصر أكتوبر ليس ذكرى وطنية، بل ذكرى للأمة كلها، ودرسٌ إيمانيٌّ خالد، يذكّر الأجيالَ فيها أبد الدهر بأنّ العزةَ تُستمدّ من الله، وأنّ من أراد المجدَ بغير طاعته فقد طلبَ المستحيل.

فما نحتاج إليه اليوم ليس أن نحتفل بالنصر، بل أن نفهمَ فلسفتَه: أن الأممَ تُهزم حين تبتعدُ عن الله، وتُنتصر حين تعودُ إليه خاشعةً، صادقةً، عاملةً بالأسباب.

لقد كان السادس من أكتوبر موعدًا مع قدرٍ ربانيٍّ كتب فيه اللهُ للأمة أن تنهض، كما نهضت في بدرٍ وفتحِ مكة، ليبقى صوتُ الحقّ يدوّي في الزمان: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ﴾.

فالأمةَ التي تصومُ عن شهواتها قادرةٌ أن تصومَ عن ضعفها، وأن تنهضَ بالعقيدةِ من بين الركام، كما نهضت يومَ نصرها المجيد.

إنه نصرٌ رمضانيٌّ خالد، تُتلى سيرتُه كما تُتلى آياتُ الجهاد، ليذكّر كلَّ جيلٍ أن النصرَ وعدٌ إلهيٌّ لا يتحقّق إلا حين يكون الله في القلب، والإيمانُ في الميدان.

---

خاتمة:

ليس نصرُ أكتوبر حدثًا يُروى، بل إيمانٌ يُستعاد.

وكأنه الله يقول للأمة في يوم من أيامه تعالى: إن عدتُم إليّ عدتُ إليكم، وإن نصرتم ديني نصرتُكم ولو بعد حين.

فلا تجعلوا النصر ذكرى تُزيَّن بها الشاشات، بل عهداً يُجدَّد في القلوب.

إنّ روح رمضان ما زالت حية، وإنّ “الله أكبر” التي دوّت في القناة قادرةٌ أن تدوي من جديد متى ما عاد الصدق والإيمان.

قفوا أمام هذا النصر كما يقف المؤمن أمام محرابه: بخشوعٍ وامتنان، واعتزازٍ وتسليم، وقولوا لأنفسكم كما قالها أولئك الأبطال في ميادينهم: لن يُهزم قومٌ رفعوا رايةَ الله، ولن يُذلّ من علّق قلبَه بالسماء.

واذكروا أن رمضان لا يزال يعدنا بأن من صدقَ الله، صدقَه الله، وأنّ النصرَ باقٍ ما بقي في الأمة مؤمنٌ يقول من قلبه: الله أكبر.

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

05/10/2025
05/10/2025

التفاؤل بين العلم والإيمان: كيف يوجّه ظنّك بالله مجرى حياتك..

في مختبرات الفيزياء الحديثة، أجرى العلماء تجارب على الإلكترونات، فأظهرت أن سلوك الجسيمات يتغيّر تبعًا لتوقعات المراقِب.

مجرد التوقع وحده كان كافيًا ليعيد ترتيب النتائج، وكأن الوعي نفسه يختار من بين الاحتمالات الكمومية ما يتحوّل إلى واقع.

هذه الحقيقة العلمية ليست بعيدة عمّا قرره الشرع قبل قرون طويلة.

ففي الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، إن ظنّ خيرًا فله، وإن ظنّ شرًّا فله». (البخاري 7505، مسلم 2675).

فالمؤمن حين يظن بالله الخير، يكون هذا الظن سببًا في أن يرى الخير، تمامًا كما رأت التجارب أن توقع المراقِب يوجّه النتيجة.

----

الشرع يكشف سننًا رآها العلم بعد قرون.

قال النبي ﷺ: «تفاءلوا بالخير تجدوه». (المستدرك للحاكم 4/216).

وهذا التوجيه يختصر نظرية كاملة: أن التوقعات المشرقة تجعل العقل يركّز على الفرص والنجاح، ويغض الطرف عن العوائق واليأس.

لكن تفاؤل النبي ﷺ لم يكن مجرّد حالة نفسية، بل كان تفاؤلًا (ثقة بالله) ويقينًا مطلقًا بوعده، وهو ما جعله يبشّر أصحابه في أحلك الظروف.

---

السيرة النبوية نموذج تطبيقي للتفاؤل.

- يوم الهجرة، حين كان ﷺ مع أبي بكر في الغار والمشركون على أبوابه، قال أبو بكر: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا. فأجابه النبي ﷺ بكل يقين: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما». (البخاري 3653، مسلم 2381).

لم يكن هذا مجرد تفاؤل، بل ثقة بالله واطمئنان إلى معيته.

- وكذلك يوم الأحزاب، حين اجتمعت قريش وغطفان واليهود لحصار المدينة، كان الموقف عصيبًا، ومع ذلك كان ﷺ وهو يحفر الخندق يبشّر أصحابه: «الله أكبر، أُعطيت مفاتيح الشام… وأُعطيت مفاتيح فارس… وأُعطيت مفاتيح اليمن». (مسند أحمد 23804).

ففي وقت الخوف والجوع، كان يبث في قلوبهم التفاؤل بنصر قادم.

- بل وحتى في حياته اليومية، لم يكن ﷺ يترك مجالًا إلا وغرس فيه روح التفاؤل (الثقة بالله).

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «لا طِيَرَةَ، وخَيْرُها الفَأْلُ.» قالوا: وما الفألُ؟ قال: «الكَلِمَةُ الصالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُم». (صحيح البخاري 5754).

فكان يحب الكلمة الطيبة، ويغيّر الأسماء القبيحة إلى حسنة، ليزرع الأمل واليقين حتى في أبسط تفاصيل الحياة.

----

الأقدار واللسان: بين النص والعلم.

قال ﷺ: «لا يزال البلاء والمصيبة معلَّقة بين السماء والأرض حتى يُبرِزها العبد بلسانه». (رواه الطبراني في الأوسط 8387 وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1638 بمعناه).

ومعناه أن الكلمة التي ينطقها الإنسان، وما يحمله قلبه من ظن، لها أثر في استدعاء القدر خيرًا أو شرًّا.

وهذا المعنى الشرعي لم يلبث العلم أن كشف عنه بطرائق مختلفة:

- ففي مشروع الوعي العالمي (Global Consciousness Project)، لوحظ أن أجهزة توليد الأرقام العشوائية تنحرف عن مسارها الطبيعي أثناء الأحداث الكبرى التي يشترك الناس في التأثر بها وجدانيًا، وكأن وعي البشر الجماعي يؤثر في نظم يُفترض أنها عشوائية بحتة.

- وفي دراسات طبية حديثة، تبيّن أن المتفائلين أقل عرضة لأمراض القلب والموت المبكر، وأن التفاؤل يعزز المناعة ويخفف الاستجابة للضغوط النفسية؛ أي أن أثر الكلمة والمشاعر الإيجابية يتجلى حتى في الجسد والدم.

- كما أظهرت تجارب تحفيز التفاؤل أن زرع روح الأمل في النفوس يزيد من النشاط الجسدي ويقلل من التوتر، تمامًا كما يحثنا النبي ﷺ على الكلمة الطيبة والفأل الحسن.

- وأكدت أبحاث أخرى أن الأشخاص الأكثر تفاؤلًا كانوا أقل عرضة للاكتئاب والانحرافات السلوكية، وأكثر استقرارًا نفسيًا واجتماعيًا من أقرانهم.

وهكذا يتبيّن أن ما عده الوحي كلمة طيبة وظنًّا حسنًا بالله ليس مجرّد معنويات، بل هو قانون كوني له أثر في مجرى الأحداث وصحة الأبدان، حتى إن أجهزة دقيقة في المختبرات رصدت أثره، ليشهد العلم الحديث بأن السنن الإلهية في القرآن والسنّة أعمق من أن تُحصر في عالم الروح وحده.

----

الإعجاز في الربط بين القلب والكون.

ما كشفه الفيزيائيون تحت اسم "ترابط المراقب" هو في حقيقته صورة من صور قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. [المائدة: 23].

فحين يملأ القلب باليقين والتفاؤل، ينفتح له طريق لم يكن يراه، ويُرتّب الله له من الأسباب ما يقوده إلى الفلاح.

الشرع إذن لم يربط التفاؤل بالراحة النفسية فقط، بل جعله سنّة كونية تتحكم بالنتائج، والعلم لم يزد على أن كشف جانبًا من هذه السنة.

----

دعوة للقلوب المؤمنة.

- أحسن ظنك بالله، فالله عند حسن ظنك.

- استبشر دائمًا، فالتفاؤل يفتح الأبواب المغلقة.

- اجعل كلماتك طيبة، فإنها ليست أصواتًا عابرة بل خيوط ينزل عليها قدرك.

----

العلم يشهد لما أخبر به الوحي.

إن ما يحسبه الناس "حظًّا" ليس إلا ثمرة يقين ووعي. فإذا استند القلب إلى وعد الله، صار التفاؤل (الثقة بالله) عبادة، وصار العلم شاهدًا جديدًا على إعجاز الشرع.

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

04/10/2025

الطعام غذاء للروح قبل الجسد: أثر الطعام على النفس والواقع.

جعل الله تعالى جسد الإنسان أمانة روحه ونفسه، فهي المخاطبة بالوحي، وهي المعنية بالأوامر والنهي، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها.

وما ندخله إلى الجسد من أطعمة إمّا أن يكون سببًا في صفاء الروح وقوة العزيمة، أو سببًا في ثقل النفس وضعف الإرادة.

فالطعام ليس مجرد لذة عابرة أو عادة يومية، بل هو أساسٌ لصحة الإنسان ودينه، بل وصورة لمدى شكره لربه.

ومن هنا جاء توجيه الوحي العظيم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ [البقرة: 168].

فالحلال لا يكفي وحده ما لم يكن طيبًا، إذ قد يكون مباحا في أصله لكنه يفتقد المنفعة أو يضر بالجسد والنفس.

ولذا جاء التعبير بالطيبات ليُرشد الإنسان إلى انتقاء ما يعينه على القوة والصحة وصفاء الروح.

فما أعظمها دعوة، تجمع بين طهارة الحلّ وصفاء الطيب، وتدل على أن غذاء الجسد مرتبط بسلامة الروح واستقامة العمل.

----

المنهج النبوي في الغذاء.

النبي ﷺ أرشد إلى الاعتدال، فقال: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه» [رواه الترمذي].

فهذا المنهج يحرر الإنسان من عبودية الطعام، ويجعله وسيلة لا غاية، ومصدرًا للتقوي على العبادة والعمل، لا بابًا للكسل والمرض.

----

أثر الطعام على النفوس.

الطعام لا يُغذّي الأجساد فقط، بل يترك بصمته على النفوس. صفاء الذهن، ورجاحة العقل، وقوة الإرادة… كلها تتأثر بما يأكله المرء.

وهذا المعنى نلمحه بوضوح في قصة بني إسرائيل، حين أنزل الله عليهم طعامًا طيبًا من المنّ والسلوى، وأمرهم أن يأكلوا منه، فقال تعالى: ﴿كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 57].

لكنهم لم يقدّروا هذه النعمة، وطلبوا طعامًا أدنى منه.

فجاءهم الجواب الاستنكاري على لسان موسى عليه السلام ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾.

ثم عقب الله قائلًا: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ﴾.

إنها صورة جليّة تبين أن الإعراض عن الطيب من الطعام والركون إلى الأدنى لا ينعكس على الجسد فقط، بل يورث ضعفًا في الطباع، ومسكنةً في النفوس، وذلًا في الواقع.

----

واقع الأسواق اليوم.

وبعيدا عن نظرية المؤامرة، فإن ما نراه في أسواق اليوم يثير الريبة والشك؛ فقد غلبت التجارة على مقاصد الغذاء، فصار همّ كثير من المنتجين تحقيق الربح، ولو على حساب الطيب النافع.

تُعرض في الأسواق أصناف كثيرة مغرية الشكل، مثيرة الطعم، لكنها فقيرة المعنى، تُشبع لحظة وتُضعف زمنًا، حتى صار الإنسان مستهلكًا لا واعيًا، يملأ بطنه بما يضر أكثر مما ينفع.

ومع هيمنة هذا النمط التجاري، باتت النفوس أضعف، والأبدان أوهى، والعزائم أقل، وهذا كله يذكّرنا بضرورة العودة إلى ما أمر الله به من الطيبات، اختيارًا ووعيًا، لنُحصّن أنفسنا وأهلينا من تبعات هذا الانجراف.

----

نحو وعي غذائي راشد.

المطلوب اليوم هو إعادة النظر في علاقتنا بالطعام: أن نبحث عن الحلال الطيب، وأن نُربّي أبناءنا على وعي غذائي يحميهم من سطوة الأسواق والإعلانات، وأن ندرك أن الغذاء ليس مجرد شأن فردي، بل هو قضية إيمانية وصحية وحضارية.

قال الله تعالى: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾ [عبس: 24].

فالأمر بالنظر هنا ليس لمجرد التأمل، بل للتفكر في مصدره وأثره، وهو خطاب شامل يذكّرنا أن ما ندخله إلى أجسادنا ينعكس على أرواحنا وعقولنا وسلوكنا، ويشكّل ملامح نفوسنا وطبائعها.

----

خاتمة:

إن الطعام ليس ش**ة عابرة، بل أمانة ومسؤولية، يترتب عليها صفاء الروح وقوة البدن وصلاح العمل.

ومن هنا فإن على المسلم أن يتقي الله في مطعمه ومشربه، وأن يحرص على الطيبات التي أمر الله بها، وألا ينخدع بزخرف الأسواق وبهرجة التجارة التي جعلت غذاء الناس سلعة تضر أكثر مما تنفع.

فلينظر كل واحد منا إلى طعامه، وليتذكر أن اختياره له ليس شأنًا فرديًا فحسب، بل هو عبادة يُثاب عليها، ووسيلة لحفظ دينه وبدنه وأمته.

﴿فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [النحل: 114].

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

03/10/2025

ضوابط تواجد النساء على فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي.

لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا من حياة الناس اليومية، وأضحى التعامل معها واقعًا لا يمكن تجاهله.

ولئن كانت هذه المنصات تحمل في طياتها فرصًا نافعة للدعوة والتواصل وبث الخير، فإنها -في الوقت ذاته- تشتمل على مخاطر عظيمة، وخصوصًا على المرأة المسلمة إن غفلت عن الضوابط الشرعية التي تحفظ لها دينها وكرامتها.

ومن هنا، كان لزامًا أن نضع بين يدي المرأة المسلمة جملة من الضوابط الشرعية والعملية التي تعينها على استخدام هذه الوسائل بوعي وبصيرة:

أولا: استحضار النية الصالحة.

على المرأة أن تفتتح وجودها على هذه المنصات بالنية الخالصة لله عز وجل؛ فلا يكون الغرض التباهي أو جمع المتابعين، وإنما نشر العلم النافع، أو الدعوة إلى الله، أو صلة الأرحام، أو متابعة ما يعينها في دينها ودنياها. قال النبي ﷺ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» (متفق عليه).

----

ثانيا: التزام خلق الحياء.

الحياء من أعظم الزينة للمرأة، وهو الحصن الذي يحميها من الانزلاق في مواطن الريبة.

قال النبي ﷺ: «الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» (رواه البخاري ومسلم). وكل ما يخدش هذا الحياء -من كلمات مبتذلة أو صور متبرجة- ينبغي اجتنابه.

----

ثالثا: ستر الصورة والمحتوى البصري.

قال الله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]. فالمؤمنة مطالبة بألا تعرض صورًا شخصية أو مقاطع تظهر زينتها أو مفاتنها، أو تفتح أبواب الطمع في القلوب.

والواجب سد الذرائع في عالم مفتوح لا يُعرف فيه من ينظر ولا ما يُخفي.

----

رابعا: الاكتفاء بحساب واحد معلن بالاسم والصفة.

كثرة الحسابات بأسماء وهمية أو مستعارة تُضعف المصداقية وتوقع صاحبتها في الريبة، بينما جاء الشرع بالأمر بالصدق والوضوح. قال النبي ﷺ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ» (متفق عليه). فعلى المرأة أن تكتفي بحساب واحد واضح في هويته سدا للذرائع.

----

خامسا: انتقاء الكلمات عند التفاعل.

قال الله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]. وعلى المرأة أن تزن كلامها في التعليقات والمشاركات؛ فلا تدخل في مزاح مبتذل أو جدل فارغ.

وقد قال النبي ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» (رواه البخاري ومسلم).

----

سادسا: الحذر من التفاعل بالإيموجي.

قد يبدو التفاعل بالرموز التعبيرية أمرًا بسيطًا، لكنه قد يحمل رسائل عاطفية أو موحية، خاصة إذا كان موجَّهًا إلى الرجال الغرباء، مثل رموز القلوب أو الوجوه المبتسمة بطريقة موحية.

وقد نهى الله تعالى عن الخضوع بالقول فقال: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب: 32]. والمعنى يتسع ليشمل كل ما يثير الطمع أو يفتح أبواب الفتنة، ولو كان رمزًا عابرًا.

----

سابعا: مراعاة حكم الاختلاط الافتراضي.

الاختلاط في الإسلام ليس مجرد وجود مكاني، وإنما هو كل هيئة وسلوك يفضي إلى الفتنة.

وما يحصل في الفضاء الافتراضي متابعات دقيقة أو مجاملات متبادلة، قد يُلحق بحكم الاختلاط المنهي عنه في الواقع.

قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب: 53]. فإذا كان الحجاب في الواقع مادي، فإنه في الافتراضي معنوي، واللبيب من رزق الفهم.

----

ثامنا: تجنب العلاقات المريبة.

قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 32]. فالأمر ليس مجرد النهي عن الزنا نفسه، وإنما عن مقدماته أيضًا. وكل علاقة غير منضبطة مع الرجال الأجانب عبر هذه المنصات هي من خطوات الشيطان، والقاعدة الشرعية: ما أدى إلى الحرام فهو حرام.

----

تاسعا: الاقتصاد في التواجد.

الإفراط في متابعة هذه المنصات يبدد الأوقات ويُضعف الهمة، وينحى بالمرأة عن مسؤولياتها الكبرى تجاه نفسها وأبنائها وزوجها. قال النبي ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» (رواه البخاري).

----

عاشرا: التثبت من الأخبار والمشاركات.

المسلمة مأمورة بألا تنشر إلا ما تيقنت من صحته.

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ [الحجرات: 6]. وقال النبي ﷺ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» (رواه مسلم).

----

حادي عشر: إغلاق الماسنجر عن العامة.

من الحكمة أن تغلق المرأة خاصية الرسائل العامة (الماسنجر) أو تقصرها على الأرحام والمعارف من النساء، سدًّا لذريعة التواصل غير المشروع، ودرءًا للفتنة، وصيانة لنفسها من ذئاب المواقع وذبابه. قال النبي ﷺ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ» (رواه الترمذي والنسائي).

----

خاتمة ووصايا عملية مختصرة:

1- جددي نيتك دائمًا واجعلي حضورك ابتغاء وجه الله.
2- التزمي بالحياء في كلماتك وصورك وتفاعلاتك.
3- اكتفي بحساب واحد معلن بالاسم والصفة.
4- لا تنشري صورًا أو مقاطع تخالف الستر والحشمة.
5- انتقي كلماتك بعناية؛ قولي خيرًا أو اصمتي.
6- تجنبي الإيموجيات العاطفية والرموز الموحية مع الرجال.
7- احذري، فالاختلاط الافتراضي كحكم الاختلاط في الواقع.
8- اقطعي الطريق على كل علاقة مريبة.
9- قنني وقتك، فالوقت رأس مالك.
10- تثبتي قبل النشر ولا تنشري الشائعات.
11- أغلقي الماسنجر عن العامة واقصريه على الأرحام والمعارف من النساء.

وبالالتزام بهذه الضوابط، يكون تواجد المرأة المسلمة على مواقع التواصل آمنًا، نافعًا، بعيدًا عن مواطن الفتنة، ومظهرًا لصورة الإسلام المشرقة في كل زمان ومكان.

حفظ الله بناتنا ونسائنا من كل شر وسوء، وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Address

Ismailia
8332601

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when الكاتب/ مصطفى بن محمد آل سرور. posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram