03/12/2025
لا تنشغلوا عن أولادكم… فالعمر يمضي أسرع مما تتخيلون!
الأبناء يكبرون في الجسد… لكن أرواحهم تصغر حين لا تجد حضنًا يملؤها حبًا، ولا وقتًا يرويها دفئًا واهتمامًا.
يأكلون الطعام… لكنهم يجوعون لابتسامة، لحضن، لحديث قصير يُشعرهم أنهم أهم ما في الدنيا.
وزمن اليوم لم يعد كالأمس…
لحظة غفلة واحدة كفيلة أن تداهم عقولهم ألف فكرة مشوشة،
وتقع أعينهم على ألف مقطع سيئ،
ويملأ وقتهم ألف شاغل يبعدهم عن الخير.
فكيف بمن يغيبون عن أولادهم أيامًا طويلة… أو شهورًا… أو سنوات؟!
أيها الآباء والأمهات…
أبناؤكم لا يحتاجون ثيابًا غالية ولا مصروفًا كبيرًا بقدر حاجتهم إلى قلبكم و حضنكم و وجودكم.
اغرسوا فيهم حب الله، وراقبوا بوادر الخير في نفوسهم فنموها،
وانتبهوا لبذور الشر فاقلعوها برفق ولطف.
لا تقولوا: وقتي ضيق.
الصحابة فتحوا الدنيا… ثم عادوا ليفتحوا قلوب أبنائهم.
للرجال بصمات، وللنساء لمسات… ولا غنى للطفل عن كليهما.
ولا تجعلوا كسب الرزق ذريعة للغياب…
فما قيمة رزقٍ يمنحهم أجسادًا مشبعة وأخلاقًا ضعيفة؟!
يا ناس…
الزمان صعب، والفتن كثيرة، وأطفالنا – والله – مساكين.
يحتاجون اليوم أضعاف ما احتجنا نحن في طفولتنا.
عودوا إلى بيوتكم…
املؤوا قلوبهم قبلاً وحنانًا،
العبوا معهم،
استمعوا إليهم،
شاركوا لحظاتهم الصغيرة التي تصبح غدًا ذكريات كبيرة.
وأطفئوا هواتفكم قليلًا…
وتفرغوا لفلذات أكبادكم…
أوقفوا الدنيا لأجلهم قبل أن يوقف الزمن كل شيء.
فدعوة صادقة من ابنٍ صالح أو ابنة صالحة بعد موتكم تقول:
“رب اغفر لي ولوالدي”
هي أعظم بكثير من كل ما شغلكم عنهم.