23/10/2025
❤
في بدايات القرن العشرين، كان الأطفال الخُدّج يُعدّون في حكم الأموات، إذ لم تكن المستشفيات ترى جدوى في محاولة إنقاذهم، ولم تُستخدم الحاضنات بعد في الطب الحديث.
لكن الطبيب الرائد مارتن كوني رفض هذا المصير القاسي، فابتكر حاضنة متطورة تمنح أولئك الصغار فرصة للحياة. غير أنّ فكرته قوبلت بالرفض والسخرية من الأوساط الطبية التي لم تؤمن بها، فاختار طريقًا جريئًا وغير مألوف لإثبات نجاحها — عرض الأطفال الخُدّج داخل حاضناته في معرض للعجائب!
في جناحٍ أقامه داخل ما كان يُعرف بـ”سيرك الوحوش البشرية”، سمح للزوار برؤية الأطفال داخل الحاضنات لقاء مبلغٍ زهيد، كانت عائداته تُستخدم بالكامل لتغطية تكاليف رعايتهم. وعلى الرغم من الجدل الأخلاقي الكبير الذي أثارته فكرته، إلا أن نتائجه كانت مدهشة: فقد أنقذ كوني آلاف الأطفال من الموت، وأثبت للعالم أن الحاضنات ليست ترفًا علميًا، بل وسيلة حياة.
ومع مرور الأعوام، تحولت فكرته من “خدعةٍ في معرض” إلى ثورة طبية غيّرت وجه طب حديثي الولادة. واليوم، وبعد أكثر من قرن، ما زال إرث مارتن كوني حاضرًا في كل حضّانة تُنقذ بها روح صغيرة من قبضة الموت.