12/03/2022
تقوس الساقين عند الاطفال
ان من الاسباب الشائعة لزيارة عيادات عظام الاطفال هي قلق الاهالي من تقوس الساقين عند الاطفال خلال السنة الثانية من عمر الطفل اي بعد ان يبدأ الطفل في المشي.
في الحقيقة هذه الاعراض تقلق وتؤرق ذوي الاطفال وخاصة عندما يجدون تناقض اراء الاطباء حول التشخيص وطرق العلاج، ومما يزيد من قلقهم هو اراء غير المتخصصين في هذا المجال او نصائح وفتاوى بعض مراكز الاجهزة والاطراف الاصطناعية الذين يبداون بطرق علاجية عفى عليها الزمن مثل المساند والحبائر غير الضرورية وغيرها مما يؤدي الى صدمة نفسية وقلق متزايد عند الطفل وذويه على حد سواء .
تقوس الساقين تعريفا هو تقارب او تباعد الركبتين عن بعضهما وذلك بإنحناء عظمة الساق الى الداخل او الخارج بحيث تبدو الجهة الداخلية او الخارجية محدبة او مقعرة حسب نوع التشوه .
٠ يوجد نوعين من تقوس الساقين عند الاطفال:
- اولا التقوس الداخلي؛
وهذا التقوس يكون فيه الجهة المقعرة للمنحنى داخلية والجهة المحدبة خارجية .
هناك العديد من الاسباب لهذا التقوس واهمها:
١- التقوس الفسيولوجي :
وهو الاكثر انتشارا ويصل الى اكثر من 95% من الحالات، وهذا التقوس يظهر خلال الشهور الاولى بعد ان يبدأ الطفل بالمشي ، والسبب يعود لان نسبة المادة الغضروف في عظمة الساق اكثر من المادية الكلسية مقارنة بعظم كبار السن، وهذا يشخص سريريا ومن خلال الاشعة التي لا تظهر الا تقوس في عظمة الساق وبدون تنكسات عظمية اخرى ، وعادة يصاحبها تقوس في عطمة الفخذ.
التشخيص يتم بالفحص السريري والاشعة العادية ، وفحوصات الدم تكون طبيعية.
هذا التقوس لا يحتاج الى علاج ولا الى اي مساند ولا اي ادوية خاصة له لانه يبدأ عادة بالتحسن بعد السنة الثانية من العمر وحوالي السنة الثالثة الى الرابعة يختفي تماما، لهذا يجب ان لا يقلق ذوي الاطفال المصابين بهذا التقوس الفسيولوجي اطلاقا لان الشفاء ان شاء الله آت لا محالة.
٢- التقوس الناتج عن الكساح او نقص فيتامين دال ، وهذ يوجد منه نوعين ، النوع الاول بسبب نقص فيتامين دال بالدم بطريقة حميدة ، وهو الاكثر شيوعا ويُشخص سريريا واشعاعيا ، ومجرد ان يأخذ الطفل نقاط فيتامين دال الكافية يتحسن خلال شهور قليلة ، واذا تأخر التشخيص وكذلك العلاج فقد يحتاج الطفل الى تعديل جراحي في المستقبل القريب.
اما النوع الثاني من نقص فيتامين (D) دال او بالاحرى تمنع الجسم عن قبول فيتامين دال( resistance of Vit D ) , عادة يكون سببه تنكس وخلل في وضائف الكلى مما يؤدي الى عدم انتظام في التمثيل الوظيفي للفيتامينات والهرمونات المسؤولة عن تنظيم امتصاص وترتيب وتخزين الكلس في العظم،
وتشخيصها يكون سريريا واشعاعيا ومخبريا. ان علاج هذه الحالات يحتاج الى دقة في اعطاء جرعات عالية من فيتامين دال وادوية اخرى منظمة للتمثيل الغذائي في الجسم، وهذه الحالات قد تحتاج الى جراحات تعديلية لانحراف الساق، وكما سنتطرق لاحقا فإن معظم الحالات يكون التقوس خارجي وليس داخلي.
٣- التقوس ذو العوامل الخلقية المرضية، او ما يسمى مرض بلاونت (Blount disease), وهذا النوع يحتاج الى عناية خاصة ودقة في التشخيص والعلاج، والخلل يكمن في مركز النمو الغضروفي لاعلى عظمة الساق بالقرب من الركبة، فيكون هناك تنكس وقله تكوين لخلايا النمو الغضروفي المسؤولة عن الطول العظمي من الجهة الانسية ( الداخلية ) لأعلى عظمةالساق ، ويتأكد التشخيص اذا لم يتحسن التقوس بعد عمر الاربع سنوات، ويتم التشخيص سريريا واشعاعيا ، وفحص المختبر عادة يكون طبيعيا .
اما علاج هذه الحالات فهو في معضم الاحيان جراحي لان الادوية لا تنفع ، فهو يحتاج الى جراحات ترميمية للانحرافات العظمية في الاطراف،
٤- اسباب اخرى متعددة ونادرة للتقوس الداخلي مثل امراض القزم ( Acondroplasia) , ومرض باجت ( Paget) او التقوس الناتج عن الاصابات وكسور العظام القريبة من مراكز النمو ، او المعالجة بطريقة غير صحيحة.
ب- التقوس الخارجي ؛
في هذا التقوس تكون الركب فيه متقاربة ويسمى الركب المتناطحة ( knocked knee) . ويكون تقعر انحناء الساق في الجهة الخارجية واما التحدب يكون في الجهة الداخلية .
واسباب هذا التشوة عادة فسيولوجية و تشخص سريريا وبواسطة الاشعة العادية. ومعضمها لا تحتاج الى اجراءت جراحية ، كونها تتحسن تدريجيا خلال العشر سنوات الى سن البلوغ من عمر الطفل.
لا بد من الاشارة الى نوع من الكساح الناتج عن تنكس او تأذي في وظائف الكلى( Ranal Rickets), وهذا النوع عادة يوجد فيه مقاومة او تمنع للاستجابة لجرعات فيتامين D.
لتشخيص هذا النوع يحتاج الى فحوصات دم…