الهدى للاستشارات النفسية

الهدى للاستشارات النفسية أنت لست وحدك… في عيادتي، نعمل معًا على تخفيف الاكتئاب، القلق، نوبات الهلع، معالجة آثار العلاقات، استعادة قوتك الداخلية، تغيير واقعك."

د. هدى المقبل

في زمن يُروّج للسطحية ويُهمِّش العمقنعيش اليوم زمنًا يُكافأ فيه الصخب ويُعاقب فيه الوعي.صرنا نشهد مشهدًا إعلاميًا مقلوبً...
03/11/2025

في زمن يُروّج للسطحية ويُهمِّش العمق

نعيش اليوم زمنًا يُكافأ فيه الصخب ويُعاقب فيه الوعي.
صرنا نشهد مشهدًا إعلاميًا مقلوبًا، يُقصى فيه الإنسان المكافح الذي تعلّم وتعب وواجه الصعوبات حتى صنع من نفسه قصة تستحق أن تُروى، ويُستبدل به من لا يملك من الفكر أو القيمة سوى الضجيج.

لم يعد الطبيب أو المعلم أو المهندس أو الفنان الحقيقي يجد مساحة يتحدث فيها عن رحلته، عن البدايات المليئة بالتحديات، عن المثابرة والجهد، عن الرسالة التي يحملها تجاه المجتمع.
بل باتت البرامج تبحث عن “الترند” السريع، عن المثير والمستفز، عن أولئك الذين يثيرون الجدل لا الفكر.

ثم نسأل – بدهشة مصطنعة – لماذا الجيل الناشئ يخرج بلا قدوة، بلا هدف، بلا اتجاه واضح؟
كيف ننتظر منه أن يطمح، وهو يرى أن النجاح لم يعد يُقاس بالعلم أو الأخلاق أو الإبداع، بل بعدد المتابعين ومشاهدات الفيديوهات الفارغة من المعنى؟

والمسؤولية اليوم لا تقع على هؤلاء الذين يتصدرون المشهد، بل على من يمنحهم المنصة ويصنع منهم رموزًا وهمية، فيغدو الهراء مادةً للتسلية، وتُستبعد القصص الحقيقية التي تُلهم وتُربي وتبني الوعي.

الدكتورة هدى المقبل

02/11/2025

02/11/2025

الوعي هو أن تدرك أن فقرك ليس قلة حظ، بل هو نتيجة خطة... إنهم لا يريدونك مواطناً متطوراً، بل عاملاً منهكاً. فالشخص المشغول بالبقاء على قيد الحياة لا يملك وقتاً للمطالبة بحقوقه.
▪️ جورج كارلين

في هذا القول العميق، لا يتحدث كارلين عن الفقر كمشكلة اقتصادية فحسب، بل كمنظومة نفسية اجتماعية وسياسية متشابكة، تُصنع بعناية لإنتاج مواطن خاضع، مشغول، ومُنهك. إنها قراءة في العقل الجمعي للعصر الحديث، حيث الفقر لم يعد نتيجة طبيعية للظروف، بل أداة ممنهجة لإخضاع الإنسان، وتطويع وعيه ضمن حدود السيطرة.

من منظور سيكولوجي، يُفقد الإنسان المنهك قدرته على التفكير النقدي. فحين ينحصر وعي الفرد في تأمين لقمة العيش، يتحول الوعي من أداة للتحرر إلى وسيلة للبقاء.
هذه هي أخطر درجات الاستلاب، حين يختزل العقل نفسه في وظيفة الغريزة.
هنا يصبح الفقر ليس حرماناً مادياً فقط،
بل تجويعاً للكرامة والإرادة. الإنسان الذي يعيش تحت وطأة الحاجة المستمرة يُصاب بما يسميه علماء النفس "الاحتراق الوجودي" — حالة من التآكل الداخلي تدفعه للتسليم والامتثال، بدل الثورة والإبداع.

أما من الزاوية الاجتماعية والسياسية، فالفقر يُدار كأداة ضبط لا كخلل اقتصادي. تُبنى المجتمعات الاستهلاكية على مبدأ "الإشباع المؤجل" — حيث يُمنح المواطن جرعات من الأمل الزائف عبر الإعلانات والوعود والسياسات، ليبقى دائم الركض خلف سراب. إنها هندسة دقيقة للعجز، يتقنها النظام النيوليبرالي عبر تحويل الإنسان إلى ترس صغير في آلة الإنتاج، محاط بكمٍّ هائل من الملهيات والمخاوف. وهنا يصبح الفقر وظيفة: وظيفة الحفاظ على النظام القائم.

من الجانب الأدبي، يمكن قراءة هذا النص كصرخة وجودية في وجه عبودية العصر الحديث. الفقر هنا ليس حدثاً، بل حالة روحية عميقة من الانطفاء الداخلي، يُختصر فيها الإنسان في جسد يعمل دون أن يعيش، وينتج دون أن يمتلك، ويُستهلك دون أن يختار. إنه الوجه الحديث للعبودية، عبودية مُقنّعة بالحرية.

وفي التحليل السيكولوجي العميق، يمكن القول إن الفقر المقصود هنا ليس فقر المال وحده، بل فقر الوعي. حين يُبرمج الإنسان ليقتنع بأن بؤسه قدر، يصبح هو الحارس النفسي للسجن الذي وُضع فيه. فالمنظومة لا تحتاج إلى سياج حديدي حين يكون الخوف والحرمان كافيين لبناء جدران العقل. وهكذا يُصبح الفقر مرضاً نفسياً متوارثاً، لا يُقاس بالعملة، بل بمدى انطفاء الأمل.

01/11/2025
31/10/2025

#الاستحقاق
#الدكتورة هدى المقبل

Address

اربد شارع الهاشمي، مقابل صيدلية الرازي الرئيسية، مجمع التركمان التجاري، الطابق الثاني , ٠٧٧٧٥٧٨٣٠٠
Irbid
21110

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when الهدى للاستشارات النفسية posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Practice

Send a message to الهدى للاستشارات النفسية:

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram