30/10/2025
عيادة الأسنان المهجورة في جزيرة إيكيشيما " اليابان"
قبالة سواحل ناغاساكي تقع جزيرة إيكيشيما، وهي جزيرة نائية كانت مزدهرة يومًا ما بفضل تعدين الفحم. ففي عام 1959، حولت الرواسب الغنية بالفحم تحت البحر الجزيرة إلى مجتمع نابض بالحياة يضم أكثر من 7,000 نسمة، وكانت مجهزة بالمدارس والمتاجر ومركز طبي حديث. لكن مع إغلاق المنجم عام 2001، انتهى ازدهار الجزيرة بين ليلة وضحاها. غادرت العائلات، وبدأت الطبيعة تستعيد ما كان يومًا آخر منجم فحم نشط في محافظة ناغاساكي.
من بين العديد من المباني المهجورة، تبرز مكانة فريدة لعيادة أسنان ما تزال متجمدة في الزمن. في الداخل، لا تزال كراسي الأسنان مصطفّة بانتظام، والأدوات موضوعة على الصواني، وسجلات المرضى مبعثرة على المكاتب كما تُركت قبل أكثر من عقدين. الخزائن ما تزال تحتوي على الملاقط والمرايا، ورائحة المعقم الخفيفة ما زالت عالقة في الهواء.
يسود المكان صمت يشبه الاحترام، وكأن الزمن نفسه قرر ألا يزعج المساحة التي كان يُقدَّم فيها الاهتمام والرعاية. في الخارج، تتسلّق النباتات عبر النوافذ، وتخترق أشعة الشمس الستائر المتشققة، وقد تلاشى صدى الحياة تمامًا.
اليوم، لم يبقَ في إيكيشيما سوى نحو مئة ساكن فقط. أما البقية فمجرد ذاكرة، محفوظة في الصدأ والغبار والقصص الهادئة، مثل قصة تلك العيادة المهجورة، حيث التقت الدقة بالرحمة، وحيث يبدو أن روح العناية ما زالت تنتظر في السكون.