الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي

الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي د. محمد الخواجا | طبيب نفسي
أرافقك في طريق فهم النفس، وتحريرها من الألم، لتستعيد كرامتها وتجد معناها.
🌿 عيادات "جنّتي" للطب والرفاه النفسي 🌿
معنا لحياتك معنى.

الدكتور محمد الخواجا
طبيب أمراض نفسية وادمان

البورد العربي في الطب النفسي - مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي.
الاختصاص العالي في الطب النفسي - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
بكالوريوس طب وجراحة - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
محاضر في كلية الطب -الجامعة العربية الأمريكية.
عضو ممتحن لدى المجلس الطبي الفلسطيني.
استشاري الطب النفسي في مستشفى المقاصد - القدس.
مستشار سابق لدى الهيئة الطبية الدولية.

العيادة في رام الله
0569808088

27/10/2025

انتهت الحرب… أو هكذا يقولون.
لكن لا أحد يخبرك كيف تنتهي الحرب فعلًا.
تظلّ تعيش فينا: في ملامح الوجوه، في الصمت الطويل، في النوم الذي لم يعد نومًا.

الدماء كانت وما زلت كثير ..
لكن، أحيانًا، تكون قطرة دمٍ واحدةٌ هي التي تُعيد ميزان الأرض.
تسقط في التراب، فيظنها الناس قد ذهبت…
لكنّ الله يكتبها في عِلوٍّ لا يُرى،
ثم يجعلها ثمنًا لتغييرٍ كبيرٍ لم يخطر ببال أحد.

ربما كانت تلك القطرة هي التي غيّرت موازين الأرض،
هي التي جعلت القلوب تستفيق،
والجبال تئنّ.

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}

الحرب انتهت، نعم،
لكن أثرها… ما زال يكتب في اللوح المحفوظ.
والذين مضوا، لم يذهبوا هباءا.
فالأعمال محدودة، والأعمار محدودة،
ولكنّ الآثار الباقية لا تُحدّ بزمانٍ ولا مكان.
انقطعت الأنفاس، ولم تنقطع الأجور.

اللهم اجعلنا من الذين إذا ماتوا، ماتت سيئاتهم،
ولم تمت حسناتهم…

واجعل لنا أثرًا طيبًا يبقى بعدنا يشهد أننا كنّا هنا.

14/10/2025

بعد الحرب…
لم يأتِ الارتياح كما تخيّلنا.
لا طمأنينة، ولا سكينة، ولا حتى ذلك النفس الطويل الذي يُقال بعد النجاة.
انتهت الأصوات، لكنّ الداخل بقي صاخبًا.
كأن شيئًا فينا لا يريد أن يهدأ.

كانت حربًا على كل الأصعدة: النفسية، والإنسانية، والإيمانية.
كانت تختبر صبرنا، وكرامتنا، وحتى قدرتنا على تصديق أن العالم ما زال يملك قلبًا.
كنا نشاهد الألم بالعجز الكامل…
نأكل وننام ونتحدث بينما هناك من يُدفنون في كل لحظة.
ولأننا لم نملك أن نفعل شيئًا،
ظلّ الألم عالقًا في صدورنا كشيءٍ لم يُستكمل، لم يُهضم، لم يُقَل.

ثم توقّفت الحرب.
لكنّنا لم نستطع أن نرتاح.
شعور غريب بالضيق، بالفرفطة، كأنك في عالمٍ لا يخصّك.
تفتح الأخبار، تغلقها،
تحاول أن تنشغل، ولا تنشغل.
شيء فيك ظلّ معلّقًا هناك، حيث كان كل شيء واضحًا رغم القسوة:
نعرف من نحن، ولماذا نتألّم.

الآن لا حرب، لكن لا راحة أيضًا.
العقل كان في حالة استنفارٍ طويلة، والبدن غارق في الكورتيزول.
ثم فجأة… سكتت الأصوات.
والنفس لم تتعلم بعد كيف تعيش في الهدوء بعد العاصفة.
ذلك ما يسميه الطب النفسي: الارتداد بعد التوتر،
ويسميه القلب: “التيه بعد النجاة”.

هناك أيضًا ذنبٌ خفيّ،
لأننا نجونا، ولأننا لم نُقتل، ولأننا لم نفعل ما يكفي.
مشاعر مختلطة تجعلنا عاجزين عن الفرح الكامل أو الحزن الكامل.
وهذا التيه طبيعي… إنه جزء من النقاهة التي تلي الصدمة.

لكن ربما…
ربما يكون هذا الوقت، بعد كل الخراب، هو وقت هضم المعاني العظيمة التي خرجت من الحرب.
فلنُمعن النظر فيما كشفتْه الحرب من وجوهنا:
في الصبر، والإخلاص، والثبات، وفي الجمال الخفيّ الذي وُلد من الرماد.
ثم لننهض على تلك المعاني،
فنجعل من الهدم بناءً، ومن الوجع بذرًا للوعي، ومن الغبار ضوءًا جديدًا.

إن الحرب لا تُنهي الشعوب…
إنما تُنهي الوهم في نفوسها،
لتبدأ منها رحلة الصعود الحقيقي.

09/10/2025

ثبت الأجر،
ثبت الأجر إن شاء الله..
ولأجر الآخرة خير..
ولأجر الآخرة أكبر.. لو كانوا يعلمون!

03/10/2025

يُعلمكم الدكتور محمد الخواجا أنه لن يتواجد في العيادة بسبب السفر
📅 وذلك ابتداءً من يوم الأحد 5/10/2025 وحتى يوم السبت 18/10/2025

🩺 وخلال هذه الفترة، سيتولى متابعة المرضى زميلي العزيز الدكتور عمر الأشهب، الطبيب المتميز الذي نثق بخبرته واهتمامه بالمراجعين.

نشكركم على تفهمكم، ونتطلع للقائكم بعد العودة بإذن الله.

01/10/2025

يتحدّث مارتن سيلجمان عن السعادة وكأنها وصفة يمكن إعدادها في معمل.

يقول إن هناك ثلاثة مستويات منها:
الأول أن تملأ حياتك بالمتعة — طعام جيد، سفر، أصدقاء، ضحك… ثم ماذا؟
ستكتشف سريعًا أن المتعة تشبه السكر في الشاي، تذوب بسرعة وتتركك كما كنت.

المستوى الثاني أن تجد عملاً تحبّه، أن تشعر أنك مفيد، أن تستيقظ صباحًا وأنت تعرف لماذا تفعل ما تفعل. ويعيش ما يسميه علم النفس بـ”حالة التدفق”.

جميل… لكنه ينهار هو الآخر حين تصطدم بأن الجدار من حولك أعلى من قدرتك على التسلّق.

أما الثالث، فهو “الحياة ذات المعنى”.
أن تُكرّس نفسك لما هو أكبر منك، أن تؤمن بشيء يستحق أن تُهدر عمرك من أجله.
أن ترى للحياة سببًا يتجاوز راحتك الشخصية،
وأن تفهم أن الإنسان لا يُشفى بالراحة، بل بالمعنى.

غير أنّا — في هذه الأرض التي رُسِمَت على وجهها ملامح الألم — نعلم أنّ السعادة ليست فقط علمًا من علوم النفس، بل مقامٌ من مقامات الروح،
وأنها تُوهب حين يَصدُق القلب، ويعلو الهمّ، ويصبح الإنسان مرآةً للحق لا ظلًّا للهوى.

وإني لأرى أن في بلادٍ كهذه لا تكفينا مراتب السعادة التي ذكرها الأخ سليجمان،
فاللذة فيها مُسكنٌ لا يُبرئ، والإنجاز فيها يُحبطه جدار الواقع،
والمعنى وحده — وإن سمت رتبته — لا يقيم للنفس قرارًا.

إن السعادة الحقّة أن يبلغ المرء المستوى الإنساني ذي البعد الروحي،
حيث تمتد سعادته إلى من حوله،
وحيث لا يأنس إلا إذا رآهم أحرارًا، ولا يطمئن إلا إذا نهض الضعيف، وساد العدل، واطمأنّت الأرض.

في بلادنا، السعادة ليست أن تضحك،
بل أن تستطيع النظر في عيون الناس بوجهٍ طاهرٍ لا يُخفي خيانة،
وأن تمشي على ثرى الأرض، وقلبك مطمئنّ أنك لم تصمت ساعةً كان فيها الصمت جريمة،
ولم تبتسم يومًا كان فيه الوجع يصرخ في الطرقات،
وأن تبذل من عمرك وعزمك ما استطعت، لتكون لبنةً في بناء الحق،
وسهمًا في وجه الباطل، وساعيًا في طريقٍ يُفضي إلى تحرير العباد والبلاد،
فما السعادة إلا أن تكون يدك عاملةً في التغيير،
وقلبك شاهدًا على العدل، وروحك أمينةً على النور.

وهنالك وحده،
يصفو القلب، وتأنس النفس، وتغدو الحياة — وإن قست — ذات معنى،
ويصبح الإنسان فيها شاهدًا لا غائبًا، وفاعلًا لا مُستسلِمًا.

26/09/2025

هي دعوةٍ من الودود تأتي في أكثر اللحظات مهابةً، مثل يدٍ تُربّت على كتف المسافر قبل بوابة العبور:
«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي».

نحن هنا ضيوف عابرون، نحمل حقائب خفيفة وأحلاماً أثقل مما نظن، ننتظر تذكرة الرجوع. الغريب يعرف طريق البيت من رائحة الأمان، والمؤمن يعرفه من هذا النداء. قال تعالى: «ارجعي» ولم يقل «اذهبي»؛ فالذهاب يكون لأول مرة، أما نحن فقد جئنا من هناك أصلًا. المأوى لم يكن يومًا بيتًا من حجر، بل لحظة الخلق الأولى حيث أطلَّ آدم على الحياة.

هذه الدار تتبدّل، تتقادم، مثل محطات قطار تُعلن المواعيد وتُفوّت بعضها. نركب وننزل ونلوّح، ثم نفهم متأخرين أن الرحلة لم تكن إلى مكان، بل إلى من صنع المكان. فالله المرجع، والصالحون الأهل، والجنة المأوى، والحياة الرحلة، والموت قنطرة لا بد منها—جسرٌ قصير مهما طال الخوف عليه.

والعائد إلى مأواه يعرف هذا الإحساس: صدرٌ يتهدّج ثم يهدأ، رحلةٌ تستطيل لكنها تُطاق لأن النهاية معروفة، ولهفةٌ لا تهدأ لرؤية الأحبة قبل أن يرى الديار. لذلك جاء الترتيب بديعًا:
ارجعي إلى ربك… أولًا إلى الباب الذي خرجت منه الروح.
ادخلي في عبادي… إلى الجماعة التي أحببتِها دون أن تراها.
ادخلي جنتي… ثم أخيرًا إلى المأوى الذي يليق بكل هذا الشوق.

أجمل ما في المشهد ليس الأنهار ولا الظلال، بل لحظة الاستقبال: أن يرى ربك روحك راضيةً فيرضى. بعدها تدخل في زمرةٍ طال انتماؤك لها بالقلب قبل العين، ثم تأتي الجنة خاتمةً طبيعيةً لرحلةٍ طال انتظارها.

رحلة المؤمن إلى ربه عودة إلى الأصل وليست هروبًا من الدنيا. ونداء القدوم هذا هو أدفأ ما تسمعه أذنٌ أنهكها صخب العالم. فطوبى لمن عاد وهو راضٍ مرضيّ—يكفيه من النصر أن يسمع النداء، ويكفيه من السعادة أنه وصل.

31/08/2025

في زمنٍ تتقاذف فيه الرياح خبرًا وظنًّا، وتضطرب فيه القلوب بين رجاءٍ وخوف، لا يثبت إلّا الذي عرف أن الدنيا ظلّ فانٍ، وأن ما عند الله أبقى وأخلد. هنالك ينطق لسانه بما قاله السحرة لفرعون:
﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.

فأيّ بأسٍ أن تُقضى حياةٌ قصيرة، إذا كان وراءها خلودٌ سرمديّ؟ وأيّ خسارةٍ أن يُنتزع الجسد من الأرض، إذا كان الروح قد أُذن لها أن تصعد إلى السماء؟

إن الخلق كلهم أمام مفترقٍ لا مهرب منه:
طريقٌ مظلمٌ يُفضي إلى الخزي والهلاك: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾،
وطريقٌ مضيءٌ يورث المجد والخلود: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾.

وأما أولئك الذين يضحكون ساعة، ويشمتون لحظة، فما أشبههم بطفلٍ يصفّق للرعد قبل أن يعلم أن وراءه عاصفة تبتلع كل شيء. نقول لهم:
﴿قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى﴾.

فدعوا الدنيا تموج كما تشاء، فوالله إنما هي ومضةٌ في ليلٍ طويل، وإنما الخلود هنالك… حيث يبتسم الشهداء، وحيث ينام الصادقون في حضن وعدٍ لا يزول.

29/08/2025

أحيانًا تظنّ أن الضربة ستكسر ظهرك، وأنك لم تعد تملك القدرة على النهوض مرة أخرى… ثم تكتشف أن الله يزرع في قلبك قوة غامضة لا تعرف مصدرها، قوة تجعل خطاك أثقل من الجبال.

(فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)

فما وهن باطنهم، ولا ضعف ظاهرهم، ولا تركوا السبيل مستسلمين خاضعين.

أولئك أحباب الله؛ الصابرون، صبرهم ينافي الوهن فقلوبهم كالجبال الراسية، وينافي الضعف فكأنهم ملوك الدنيا وأسيادها حتى وهم في قلب المصائب والبلايا، وينافي الاستكانة فهم يثابرون ولا يخمدون، أنفاسهم طويلة، شعلاتهم غير قابلة للانطفاء.

ما أقرب الفرج : (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

22/08/2025

العقل البشري، أحيانًا، يخدع صاحبه بأجمل الحجج… يقول لك: أسرع إلى الصلاة، فهذا من المسارعة في الخيرات! لكن الحقيقة أن العجلة هنا تُفسد أكثر مما تصلح: تلهث أنفاسك، يضطرب قلبك، تزعج المصلين من حولك… وتدخل بيت الله بلا سكينة ولا وقار. ولهذا قال النبي ﷺ بوضوح: «إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة».

السكينة إذن ليست ترفًا ولا كسلًا… هي جوهر القرب من الله. فإذا كان هذا في خطواتٍ قصيرة إلى المسجد، فكيف بخطوات العمر كلّه؟

نمشي جميعًا نحو الله، خطوةً بخطوة. ولا قيمة أن نصل ركضًا بلا وعي، مثقلين بالضجيج، منهكين من السرعة…

هنا يعتبر الصبرُ تاجًا على الرأس، والتأني حارسًا للقلب، والسكينة نورًا يُضيء الطريق.

إنما تُدرك الغايات بالوقار لا بالعجلة، وبالثبات لا بالاضطراب. فالخير كلّه في خطوةٍ هادئةٍ واثقة، لا تُخطيء الطريق ولا تُفزع الرفاق. ومن صبر أدرك، ومن تأنّى نال، ومن سكن قلبه سبق.

15/08/2025

من الاستراتيجية إلى حُسن التدبير

في عالمٍ غارق في المخططات والجداول الزمنية،
تُصبح كلمة “استراتيجية” هي المفتاح السحري لكل شيء:
افتح بها مشروعًا، أو دولة، أو حتى انقلابًا صغيرًا على نفسك القديمة.

لكن هناك مشكلة صغيرة…
(حسنًا، ليست صغيرة أبدًا).
أن هذه “الاستراتيجية” قد تأخذك بعيدًا…
ليس لأنك لا تفكر، بل لأنك تفكر كثيرًا… وتنسى أن تسأل: تفكر إلى أين؟

لهذا – وسط كل هذه الخرائط المعقدة – نحن نحتاج مصطلحًا مختلفًا،
أكثر تواضعًا، أكثر عمقًا،

نحن نحتاج إلى: “حُسن التدبير”.

اسم فيه شيء من العبادة،
وشيء من التورّط الجميل في مسؤولية أن تكون عبدًا لله وأنت تفكر وتخطط وتبني.

هذا اسمٌ من لغتنا وديننا؛
مَعناه أن تُحكِم السببَ وتَحرس القلب،
أن تجمعَ بين دقة الخطة وصدق النيّة،
وأن تُقيم الحساب لا على دفتر البنك، بل على دفتر الآخرة.
ألا ترى إلى قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ}؟ فالتدبيرُ في أصله حكمةٌ إلهية، وسنّةُ تروٍّ واتّزان.

إن المصطلح في عقل الإنسان كالقيد الجميل، يُقيّده عن الانحراف، لكنه يُشعره بالأمان، فلا هو تائه، ولا هو معذّب، بل مطمئنٌ إلى أن الطريق له اسم، وأن الغاية لها رسم، وأن المنهج ليس هشيمًا يطير مع كل ريح.

حُسن التدبير ليس عبقرية تخطيط، بل أن تضع عينك على الهدف، وتضع قلبك في يدي الله، ثم تمشي… بحذر، بخشوع، بيقظة.

لأن النفس تعرف كيف تخدعك… تُقنعك أن هذا “الاستثناء” لا بأس به، أن هذه “الحيلة الصغيرة” مفيدة، أن هذه “المرحلية” عبقرية.

الاستراتيجية؟ نعم؛ نأخذُ خيرَ ما فيها من ترتيبٍ وبَصَر.
ولكننا نقول:
لا يَستوي حسابُ العقل إلا إذا وازنَه نورُ القلب، ولا يبلُغُ العملُ رُشده إلا إذا انقاد لاسمٍ يحكمه: حُسنُ التدبير.

اللهم إن الطريق طويل، والليل كثير الحِيَل…
اللهمّ ارزقنا حُسنَ التدبير، وثباتَ البوصلة، ونجاةَ القصد.

12/08/2025

قبل أن تمشي… اترك كبرياءك على الرصيف

معظم كتب السعادة تشبه إعلانات منتجات التنظيف: افعل كذا، ابتسم أكثر، اشرب ماء، مارس اليوغا… وستصبح إنسانًا متزنًا روحانيًا خلال أسبوعين.
لكن لا أحد يخبرك بالحقيقة المزعجة: قد لا تصلح أصلًا لبدء الطريق.
لأن أول خطوة فيه تتطلب منك أن تقول – في سرك – الجملة الأصعب: أنا ضائع… أنا بحاجة لأن أُعيد تشكيل نفسي.

الكِبر ليس فقط ذلك الوجه المتجهم الذي يزدري الجميع. أحيانًا يكون رجلاً مهذبًا يبتسم ويشكرك، ثم يتجاهل كل نصيحة وكأنها إعلان عن مسحوق غسيل.
هو أن تمرّ عليك آية تهز الجبال وتقول: جميل… لكن المقصود غيري.
هو أن يصفعك القدر، وتفقد أشياء كنت تعتقد أنها ثابتة، وتخرج بالنتيجة العجيبة: العالم كله على خطأ… إلا أنا.

في العيادة، أرى هذا كثيرًا… أناس أنهكتهم الحياة، لكنهم لا يأتون طلبًا للعلاج بقدر ما يأتون ليقنعوا أنفسهم – وربما يقنعوني – أنهم بخير.
يجلس أحدهم، يروي سلسلة طويلة من الخيبات والخسارات وكأنها أحداث فيلم لا تخصه، يلوم الظروف، والناس، والحظ… ويتجنب النظر إلى الجرح الحقيقي.
ليس لأنه مغرور بالضرورة، بل لأن الاعتراف بالحاجة مؤلم، وكأنك تخلع آخر درع يقيك من العالم.
لكن تلك اللحظة، حين يقول: أنا بحاجة للمساعدة، هي بالضبط اللحظة التي يبدأ عندها الضوء في الظهور… حتى لو كان خافتًا.

إنّ كل الأنبياء فعلوا ذلك:
موسى عليه السلام قال: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾ وهو الذي كلّمه الله.
إبراهيم قال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا﴾ وهو أبو الأنبياء.
محمدٌ صلى الله عليه وسلم، كان يقول: “لا تكلني إلى نفسي طرفة عين”، وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

أما إبليس… فقد استكبر.
وفرعون… فقد قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾
وقارون… قال: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي﴾
وقوم عاد… قالوا: ﴿مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾

فإن أردت أن تبدأ الطريق، فاخلع نعليك من الكبر والعُجب،
وادخل بسكينة عبدٍ يعلم أنه ضالٌّ بلا ربه، هالكٌ بلا هدايته،
فإذا فعلت… تولّاك الله،
وإذا توكّلت… أرشدك،
وإذا انكسرت… رفعك،
وإنه يتولى الصالحين.

صفحة من كتاب "ما يخطر في ذهن طبيب نفسي وهو عائد إلى بيته"الذين لا يُسمح لهم بالحزن…
10/07/2025

صفحة من كتاب "ما يخطر في ذهن طبيب نفسي وهو عائد إلى بيته"

الذين لا يُسمح لهم بالحزن…

Address

Alirsal Street
Ramallah
71935

Opening Hours

Monday 10:00 - 17:00
Tuesday 10:00 - 13:00
Wednesday 10:00 - 17:00
Thursday 10:00 - 12:00
Saturday 10:00 - 17:00

Telephone

+970569808088

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Practice

Send a message to الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي:

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram

Our Story

في هذه الصفحه نسعى لفهم الانسان .. وسبر أغوار النفس ... نشبع شغفاً كبيراً في معرفة كيفية عمل العقل, والدوافع والحاجات الانسانية والسلوك البشري. لنعين الانسان في تحقيق ذاته وأن يكون موجوداً فعلاً ..منتجاً .. حراً .. سعيداً .. راضياً .. واثقاً بالله .. متصلاً بالناس.. الدكتور محمد الخواجا طبيب أمراض نفسية وادمان البورد العربي في الطب النفسي - مستشفى الملك عبدالله الجامعي الاختصاص العالي في الطب النفسي - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. بكالوريوس طب وجراحة - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. مستشار سابق لدى الهيئة الطبية الدولية. استشاري الطب النفسي في مستشفى المقاصد.