25/09/2025
القامشلي السورية: الامتداد المعاصر لنصيبين التاريخية!
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
تُعد نصيبين من أبرز الحواضر السريانية التاريخية في سوريا، حيث لا تزال شواهد الوجود السرياني ماثلة حتى اليوم، وأهمها أطلال مدرسة نصيبين السريانية العريقة التي تعود إلى القرن الرابع الميلادي، والتي خرّجت أعلامًا بارزين مثل الفيلسوف والعالم ساويرا سابوخت، والشاعر واللاهوتي مار أفرام السرياني، والكاتب ايليا بار شينايا وكذلك المؤرخ المعروف بار حوقل، ابن نصيبين.
إلا أن رسم الحدود بين تركيا وسوريا في مطلع القرن الماضي أدى إلى اقتطاع مساحات واسعة من الأراضي السورية وضمها إلى تركيا، ما دفع العديد من أبناء نصيبين وبرّيتها والقرى المجاورة إلى الانتقال إلى الأراضي التي أصبحت ضمن الدولة السورية. وعلى مقربة شديدة من نصيبين، وفي موقع لا يفصلها عنها سوى شريط حدودي ضيق لا يتجاوز الكيلومتر الواحد، نشأت مدينة جديدة أُطلق عليها في البداية "نصيبين الجديدة"، ثم عُرفت لاحقًا باسم القامشلي. في الواقع، يكاد القادم من الغرب لا يميّز بين المدينتين لتداخل العمران وتقارب الأبنية.
وانطلاقًا من هذا الإرث، ندعو الجهات المعنية في محافظة الحسكة إلى إعادة تسمية القامشلي باسم "نصيبين الجديدة"، فهي بالفعل الامتداد الحديث لمدينة نصيبين السريانية التاريخية، كما ندعو إلى إعادة الاسم الأصلي للمحافظة، الذي حملته حتى عام 1950، وهو محافظة الجزيرة.