21/11/2025
فيتامين المناعة .. و النمو و الإبصار .. (فيتامين -أ-)
(((هذا ليس النص الأصلي ،،، هذا مختصر و مجتزأ عنه حتى أتمكن من كسب أكبر عدد من القارئين لأهمية فهم الموضوع و حيويته على مستوى بناء الطفل . لكن لم أستطع التضحية بالنص الأصلي لأنه يشرح بعض النقاط التقنية ، لذا أوردته في التعليقات لمن رغب الاستزادة . الشكر لكم مني و من أطفالكم إن قرأتم أو أوصلتم الفكرة 🙏🙏)))
يعتبر عوز الريتينول (فيتامين -أ-) الأهم في البلاد النامية بعد الحديد و اليود و الزنك و الدعائم التقليدية الثلاثة للتغذية ، فهو يصيب شخص من كل عشرة أشخاص في المنطقة العربية .
يعتبر هذا العوز أخطر من غيره من العناصر الغذائية (باستثناء اليود : أعمق أثراً على تخلق الدماغ) ، لأنه يتدخل مباشرة بمرحلة النمو و التخلق الخلوي و تطور جهاز المناعة، و يقي من العمى العوزي في الطفولة .
هذا الفيتامين حيوي بالنسبة إلى وظيفة الإبصار و النمو و التناسل و سلامة الجلد و كل أنماط البشرات بما فيها التنفسية و أجواف القلب و شبكية العين (تصنيع أصبغة الرؤية الليلية) و سلامة الأشعار و ملحقات الجلد ، و هو يقرر درجة صحة أو اعتلال الجسم بالإنتانات (فيتامين المناعة) .
لا يوجد في العالم المتقدم عبء مرضي من نمط عوز فيتامين -أ- ، لأن معظم ما تأكله هناك معزز اصطناعياً بالفيتامين -أ- !! هذا يبدأ من كل مشتقات الحليب ، و لا ينتهي عند حبوب الفطور . هذا لأن الفيتامين غير موجود بشكل طبيعي في المكسرات و الحبوب و البقول ، و كميته زهيدة حتى في اللحوم .
تقدم الأطعمة الحيوانية مثل كبد البقر ، و البيض ، و الحليب ، الشكل الجاهز من الفيتامين -أ- (الريتينول) ، أما الشكل الذي نأخذه من النبات فهو طليعة الفيتامين ، و تسمى كاروتين ، و الجسم يحولها إلى فيتامين -أ- (ريتينول) . لذلك ، فالأشكال الحيوانية (خاصة كبد البقر) قد تؤدي إلى سمية بتجاوز الحد الأعلى الآمن ، أما النباتية فلا تحدث تسمماً .
فالحاجة اليومية تقدر ب ٧٠٠ - ٩٠٠ ميكرو غرام ريتينول فعال (أقل ب ٢٠٠ للأنثى) ، لكن سقف الأمان الذي يجب عدم تجاوزه إن كان مصدره ريتينول جاهز (حيواني ، طعام معزز ، متممات ..) هو ٣٠٠٠ ميكرو ريتينول فعال .
تجاوز هذا الحد اليومي يؤدي إلى أعراض السمية ، والتي هي بشكلها الحاد هضمية تخريشية مع صداع و تغيم الرؤية و فرط تنبه و دوار ، و نعاس أحياناً ، مع تقشر جلد و طفح في أحيان أقل . ومع الإزمان ، تبدأ آلام العظام و يظهر الأثر السلبي المخرب للكبد و للعظم و الجملة العصبية و كذلك للجلد و الملحقات . لحسن الحظ ، فالمصادر النباتية لا يمكنها الوصول إلى هذا الحد ، و عملياً لا يمكن أن تسبب التسمم بالفيتامين -أ- .
وصولاً إلى مصادر هذا الفيتامين ، فأهم تحذير هو تحديد وجبات كبد البقر بما لا يتجاوز ١ - ٢ مرة في الأسبوع لأن هذا أغنى مصادره ، و تناول ١٠٠غ في اليوم يعطي الجسم ضعفي الحد الأقصى من فيتامين -أ- (ستة أضعاف الحاجة اليومية) ؛ الفيتامين (ريتينول) موجود كذلك في البيض و كل مشتقات الحليب ، لكن تتفاوت المقادير كثيراً حسب درجة قشد الحليب (سحب الدسم) (جدول في التعليقات .
عملياً : معظم ما نتناوله من الفيتامين -أ- سيكون من النبات ، و ابتعاد الحمية الغذائية عن النبات هي سبب شيوع هذا العوز في بلادنا . يمكن لمئة غرام جزر ، أو أكثر قليلاً من السبانخ أو الخس أخضر الورق أو البطاطا الحلوة أن تعطي كامل الحاجة اليومية ، كذلك فنصف كيلو من الفواكه البرتقالية اللون (شمام ، مشمش ، مانجو ، خرمة ..) قد تفي بالغرض ، و يمكن للفائض من طليعة الفيتامين هنا (الكاروتين) أن يخزن في الجسم ، و هذا لا سقف سمية له عملياً ، و يستخدم عند الحاجة .
عوز الفيتامين -أ- في الحقيقة ليس سهل الحدوث ، فمخازن الفيتامينات المنحلة في الدسم (في الكبد و النسيج الشحمي) لا تنضب بسهولة ، و تعطي مجالاً واسعاً للمناورة و التعويض لأيام و أحياناً لأسابيع عديدة ، لذلك فهذا العوز يعكس شكل الحياة الغذائية الفاشل أو القاصر (أو ناقص الثقافة) ككل ، أكثر مما هو ظرف غذائي مؤقت أو عابر .