صيدلية حسان عبد الرحمن

صيدلية حسان عبد الرحمن 34.8962793,36.1270934

21/11/2025

فيتامين المناعة .. و النمو و الإبصار .. (فيتامين -أ-)

(((هذا ليس النص الأصلي ،،، هذا مختصر و مجتزأ عنه حتى أتمكن من كسب أكبر عدد من القارئين لأهمية فهم الموضوع و حيويته على مستوى بناء الطفل . لكن لم أستطع التضحية بالنص الأصلي لأنه يشرح بعض النقاط التقنية ، لذا أوردته في التعليقات لمن رغب الاستزادة . الشكر لكم مني و من أطفالكم إن قرأتم أو أوصلتم الفكرة 🙏🙏)))

يعتبر عوز الريتينول (فيتامين -أ-) الأهم في البلاد النامية بعد الحديد و اليود و الزنك و الدعائم التقليدية الثلاثة للتغذية ، فهو يصيب شخص من كل عشرة أشخاص في المنطقة العربية .

يعتبر هذا العوز أخطر من غيره من العناصر الغذائية (باستثناء اليود : أعمق أثراً على تخلق الدماغ) ، لأنه يتدخل مباشرة بمرحلة النمو و التخلق الخلوي و تطور جهاز المناعة، و يقي من العمى العوزي في الطفولة .

هذا الفيتامين حيوي بالنسبة إلى وظيفة الإبصار و النمو و التناسل و سلامة الجلد و كل أنماط البشرات بما فيها التنفسية و أجواف القلب و شبكية العين (تصنيع أصبغة الرؤية الليلية) و سلامة الأشعار و ملحقات الجلد ، و هو يقرر درجة صحة أو اعتلال الجسم بالإنتانات (فيتامين المناعة) .

لا يوجد في العالم المتقدم عبء مرضي من نمط عوز فيتامين -أ- ، لأن معظم ما تأكله هناك معزز اصطناعياً بالفيتامين -أ- !! هذا يبدأ من كل مشتقات الحليب ، و لا ينتهي عند حبوب الفطور . هذا لأن الفيتامين غير موجود بشكل طبيعي في المكسرات و الحبوب و البقول ، و كميته زهيدة حتى في اللحوم .

تقدم الأطعمة الحيوانية مثل كبد البقر ، و البيض ، و الحليب ، الشكل الجاهز من الفيتامين -أ- (الريتينول) ، أما الشكل الذي نأخذه من النبات فهو طليعة الفيتامين ، و تسمى كاروتين ، و الجسم يحولها إلى فيتامين -أ- (ريتينول) . لذلك ، فالأشكال الحيوانية (خاصة كبد البقر) قد تؤدي إلى سمية بتجاوز الحد الأعلى الآمن ، أما النباتية فلا تحدث تسمماً .

فالحاجة اليومية تقدر ب ٧٠٠ - ٩٠٠ ميكرو غرام ريتينول فعال (أقل ب ٢٠٠ للأنثى) ، لكن سقف الأمان الذي يجب عدم تجاوزه إن كان مصدره ريتينول جاهز (حيواني ، طعام معزز ، متممات ..) هو ٣٠٠٠ ميكرو ريتينول فعال .

تجاوز هذا الحد اليومي يؤدي إلى أعراض السمية ، والتي هي بشكلها الحاد هضمية تخريشية مع صداع و تغيم الرؤية و فرط تنبه و دوار ، و نعاس أحياناً ، مع تقشر جلد و طفح في أحيان أقل . ومع الإزمان ، تبدأ آلام العظام و يظهر الأثر السلبي المخرب للكبد و للعظم و الجملة العصبية و كذلك للجلد و الملحقات . لحسن الحظ ، فالمصادر النباتية لا يمكنها الوصول إلى هذا الحد ، و عملياً لا يمكن أن تسبب التسمم بالفيتامين -أ- .

وصولاً إلى مصادر هذا الفيتامين ، فأهم تحذير هو تحديد وجبات كبد البقر بما لا يتجاوز ١ - ٢ مرة في الأسبوع لأن هذا أغنى مصادره ، و تناول ١٠٠غ في اليوم يعطي الجسم ضعفي الحد الأقصى من فيتامين -أ- (ستة أضعاف الحاجة اليومية) ؛ الفيتامين (ريتينول) موجود كذلك في البيض و كل مشتقات الحليب ، لكن تتفاوت المقادير كثيراً حسب درجة قشد الحليب (سحب الدسم) (جدول في التعليقات .

عملياً : معظم ما نتناوله من الفيتامين -أ- سيكون من النبات ، و ابتعاد الحمية الغذائية عن النبات هي سبب شيوع هذا العوز في بلادنا . يمكن لمئة غرام جزر ، أو أكثر قليلاً من السبانخ أو الخس أخضر الورق أو البطاطا الحلوة أن تعطي كامل الحاجة اليومية ، كذلك فنصف كيلو من الفواكه البرتقالية اللون (شمام ، مشمش ، مانجو ، خرمة ..) قد تفي بالغرض ، و يمكن للفائض من طليعة الفيتامين هنا (الكاروتين) أن يخزن في الجسم ، و هذا لا سقف سمية له عملياً ، و يستخدم عند الحاجة .

عوز الفيتامين -أ- في الحقيقة ليس سهل الحدوث ، فمخازن الفيتامينات المنحلة في الدسم (في الكبد و النسيج الشحمي) لا تنضب بسهولة ، و تعطي مجالاً واسعاً للمناورة و التعويض لأيام و أحياناً لأسابيع عديدة ، لذلك فهذا العوز يعكس شكل الحياة الغذائية الفاشل أو القاصر (أو ناقص الثقافة) ككل ، أكثر مما هو ظرف غذائي مؤقت أو عابر .

07/11/2025

هل هناك أزمة مغنزيوم ؟
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن عوز المغنزيوم كمسبب للأرق ، لدرجة أن أكثر من ثلث من صادفت بعارض أرق قد وضع على علاج متمم للمغنزيوم !

هذا التناقض يتجلى حتى على مستوى قاري ، ففي التقارير الرسمية ، تعتبر الحاجة اليومية ٣٠٠ ملغ على الأكثر في بريطانيا و استراليا ، بينما هي ٤٢٠ ملغ على الأقل في أميركا . أكثر من ذلك ، ففي أميركا ، تعتبر التقارير ٦٠٪ من التعداد السكاني لديه عوز مغنزيوم ، بينما معظم التقارير الأسترالية تعتبر احتمال العوز لدى شخص طبيعي نادر !

التناقض الأهم بين تلك الدول هو حقيقة في الحد الأعلى ، فبينما البعض يتوعدك بالويلات إن أنت تجاوزت ٣٥٠ - ٤٠٠ ملغ من المتممات ، و آخر يتحدث عن سماحية بآلاف الميليغرامات .

أياً كان الوضع ، و كذلك الحاجة اليومية (٣٠٠-٤٢٠ملغ) ، ففي الغذاء ما يكفي عادة من المغنزيوم ، و ليس الحديث هنا عن الغاليات من اللحم و الجبن ، إنما في أبسط الأقماح و الحبوب و البقول . فمن رغيفي الخبز (٥٠ملغ) ، و موزة (٦٠ ملغ) ، و وجبة برغل أو فول أو كليهما (١٧٠-٢٧٠ملغ) ، و حفنة مكسرات (١٧٠ ملغ) يمكن تجاوز الرقم اليومي المطلوب . الحقيقة أن ١٠٠غ من الصويا وحدها قد تعطي هذا الرقم ، و أكثر من ذلك في ١٠٠غ بزر قرع أو ٢٠٠غ شوكولا غامقة .

عندما تستعرض أعراض نقص هذا المعدن ، تحتاج أن تتخطى الكثير من الأعراض العامة (الغثيان و أخواته) و أعراض شواش الحس و التحريض العصبي (الخدر و التشنجات) ، حتى تصل إلى موضوع الأرق (كفرط استثارة) ! ثم إن حدوث مثل هذا ليس سهلاً عملياً ، فالجسم لا يفسح المجال للتذبذب لمثل هذه المكونات الحيوية التي ترتبط بنظم القلب مباشرة ؛ الحقيقة أن أكثر من ٦٠٪ من المغنزيوم في الجسم موجود في العظام ، و أكثر من ثلث هذا جاهز للحركة فوراً لتصحيح أي تبدل في الجزء الدموي منه (أقل من ١٪) .

لا تصل في هذا الموضوع إلى توافق ، و كلما تعمقت بالبحث تشعر أن التناقض أكبر ، لكن النصيحة التي يمكن بناءها على الدليل (تقارير السمية) هي عدم الانجرار وراء دعاية المتممات -على الأقل- و عدم الركون إلى أن الأرق وحده (دون علامات عصبية و قلبية) يعتبر نقص مغنزيوم بأي حال . و إذا حدث ، و زار مائدتكم يوماً متمم المغنزيوم ، فلا تطيلوا في بقائه ، و ليكن لكم من الأقماح الكاملة و البقول و البذور و الموز ، و قليل من الشوكولا الغامقة ما يكفي و يزيد من المغنزيوم .

05/11/2025

💜 تشرين الثاني… شهر التوعية بمرض الصرع
هل تعلم أن 50 مليون شخص في العالم مصابين بالصرع؟.

رغم هذا الانتشار الواسع لا يزال عند الكثيرين مفاهيم خاطئة عن المرض فلنصححها معا 👇

ما هو الصرع؟
هو اضطراب في الإشارات الكهربائية داخل الدماغ، يؤدي إلى نوبات اختلاج متكررة. النوبة قد تظهر أيضا بشكل:
• فقدان وعي مفاجئ
• لحظات شرود أو توقف مؤقت عن الاستجابة

الصرع لا يعني اضطرابا في القدرات العقلية أو مرضا نفسيا بل هو حالة طبية يمكن التعايش معها، وعلاجها، وفهمها.

ورغم أن الصرع قد يصيب أي شخص، في أي عمر، إلا أن هناك عوامل تجعل بعض الفئات أكثر عرضة.

⚠️ فمن هم الأشخاص الأكثر عرضة ؟
• الأطفال: خاصة من لديهم تاريخ من الاختلاجات الحرارية
• العوامل الوراثية: بعض الأنواع ترتبط بمورثات معينة
• أذيات الدماغ: الرضوض أو الإصابات الدماغية الشديدة
• أمراض الدماغ: مثل الأورام أو السكتات الدماغية
• بعض الإنتانات الدماغية: كالتهاب السحايا أو الإصابات الفيروسية
• حالات خلقية: نقص الأكسجة حول الولادة أو سوء تغذية الأم
• اضطرابات النمو: مثل التوحد أو الورم العصبي الليفي

رسالتنا في شهر التوعية:
فلنكن صوتا داعما لكل مريض فكل نوبة صرع تستحق استجابة واعية.
شارك المنشور وكن جزءا من حملة التوعية.


05/11/2025
03/11/2025

أزمة حديد !
أشار علي البعض يوماً أن : حلٌل دمك لأنك تلهث و تبدو شاحباً قليلاً ، و صدق ظنهم إذ أظهر التحليل فقر دم خفيف . تعداد الكريات كان ناقصاً قليلاً ، و كذا الخضاب ، مع نقص حجم الكرية ، بما يفيد بأن السبب غالباً نقص حديد في الغذاء .

حاولت أن أسترجع تفاصيل طعامي و أقارنها بما يفترض أن أصل إليه ، فالمقدار من الحديد المطلوب للذكر في اليوم هو ٨-١٠ ملغ ، و للأنثى ذات الدورة الناشطة ١٨ ملغ . بالنظر أولاً إلى البيضة ، و معروف أن صفار البيض غني بالحديد ، فالبيضة الواحدة تزود ب ٠،٦ ملغ فقط . أما الجبنة البيضاء فأقل من ذلك .

مفهوم أن كبد البقر هو المصدر الملكي للحديد ، فنصف أوقية منه تزودك بحوالي ١٨ ملغ من الحديد ، لكن هذا الضيف الغالي لم يزر حينا منذ سنين ، و لا يمكن قطعاً اعتباره زائراً يومياً أو حتى أسبوعياً . ربما نجد البديل في البقول ، فمعروف عن العدس و إخوته من الحمص و الفول و الفاصولياء أنها سخية بالحديد ، و أن الوجبة منها قد تعطي ما بين ٢ -٤ ملغ من الحديد . لكن ، عادة يصعب عملياً أن تكرر وجبة البقول مرتين ، أو أن تزيد الكمية كل يوم ، على مدار العمر ، لتؤمن كامل حاجتك منها .

التفاح و أخواته من الفواكه فيها أعشار فقط ، و الفواكه المجففة التي تعطي فيها النصف أوقية ٣ ملغ من الحديد (مشمش ، قمر الدين، زبيب) أيضاً غالية جداً ، و لن تجد طريقها إلي يومياً ، و ربما ولا حتى سنوياً ! أما ما آكله من الفليفلة يومياً فبالكاد يضيف ٠،٣ ملغ !

ورثنا من الكبار معلومة تفيد بأن النعنع و البقدونس و الكزبرة هي مصدر الحديد ، و هي فعلاً تعطي ٥-٦ ملغ حديد في كل نصف أوقية وزن صافي ! لكن حتى هذه تصبح تدريجياً غالية عند هذا الوزن ، و الأهم أن خطوات تحضيرها مملة و مجهدة ، و تبتعد عن موائدنا لا شعورياً . كذلك ما كان من حال السبانخ التي تزود بحوالي ٣ ملغ من نصف أوقية .

ما بين البيضة ووجبة البقول و الجبنة ، و كل فاكهتي و خضاري (تفاح و فليفلة) ، استطعت أن أصل ٤ ملغ ، نصف الحاجة اليومية ! حسناً لأستعرض ما يكون من وضع أصدقائي الثلاثة : الترمس و الصويا و فستق العبيد ، بحوالي ٣٣ غرام من كل منها (قيود الميزانية و الحريرات) . هذه تزود بأقل بقليل من ٤ ملغ ، و يمكن أن تصل بي إلى الحد الأدنى من الحاجة اليومية ، أو أقل بقليل !

ماذا لو انخفضت أي من تلك الكميات ، و أنا على الحد الأدنى ، هل يمكن لصنف بسيط و سخي أن ينقذك من أزمة حديد في فقرك و عوزك ؟ تذكرت السمسم من عاصفة الكلس ، فطفقت أتحرى محتواه من الحديد ، و ما خيب أملي ، هذا المنقذ الكريم ؛ إن كل نصف أوقية من السمسم تزودك بحوالي ١٥ ملغ من الحديد ! و كعادتي عند أي اكتشاف ، هرعت إلى المطبخ ، لكن اكتشفت أنني التهمت ما كان لدي أيام العاصفة ، ووجب أن أشتري من جديد .

خلال لحظات ، كنت على الطريق و في يدي دولاري الذي سيشتري ربما اوقية و نصف ، و مع الخطوات الأولى استوقفني أبو رامي ، و لاحظ شحوبي ، فأخبرته بعوزي الحديدي ، فقال على الفور : "كول زعتر" ! ضحكت .. اعتقدت أنه يمزح ، و تابعت المشوار . بعد ساعات تذكرت كلماته ، فسألت الذكاء الاصطناعي عن الموضوع . لم أصدق عيناي في البداية ؛ كل نصف أوقية من الزعتر الجاف dried thyme فيها ١٢٥ ملغ حديد !!! ١٥ ضعف الحاجة اليومية !!! لنقللها إذاً إلى ملعقة كبيرة مطفحة و محضرة مع السمسم ، و لنرى ما تزود به ؛ ١٢-١٨ ملغ من الحديد تسكن في هذه الملعقة السحرية . كامل الحاجة اليومية ، حتى لأنثى يمكن تحصيلها عملياً من مادة كانت الألف و الباء في حياة أهلنا ، و قوام فطورهم و مونتهم ، دون أن يعرفوا حتى لماذا ، و نسيناها مع هموم الحياة ، و معها انتهت صورة العائلة التي تجلس حول الفطور صباحاً لتخلق أجساماً و عقولاً لما تبقى من اليوم و ما يأتي من العمر 😥

تذكر دائماً أن الحديد النباتي صعب الامتصاص ، بعكس الحيواني ، لكن يمكن "لعصرة" حامضة أن تعزز امتصاصه ؛ هذه هي حالة إضافة أثر حامض إلى كل البقول و الأوراق الخضراء في السلطة ، و كذلك إضافة الحامض للترمس أو الإبقاء على قطعة فاكهة بجانب صحن المكسرات بما يحقق اختلاطهما في المعي . حماكم الخالق من العوز و الحاجة .

31/10/2025

عاصفة كلسية !!
من الماء إلى الكلس ... افتح يا سمسم !
"قصة افتراضية بقصد التحفيظ وشد الانتباه" .

في واحدة من الأمسيات الطويلة ، و التي زارني فيها ألم خافت في العظام ، قررت أن أستقصي ما مدى سوء ماء الشرب ، و هل يمكن التعايش مع كمية الكلس التي فيه ، و كانت المفاجأة أنه حتى أعتى الشركات في "محاربة ماء الحنفية" لم تنظر إلى محتوى الكلس و باقي المعادن في الماء على أنها مشكلة صحية ! الجواب كان بالحرف : "حتى أشد أنواع الماء عسرة ، مما يعتبر ممنوعاً لتجاوز أملاحه المنحلة TDS ١٠٠٠ ملغ/لتر، لا يتجاوز الكلس فيه ١٥٠-٣٠٠ ملغ/لتر ، و هذا لا شيء بالمقارنة مع الحد الأدنى المطلوب يومياً" !!!! 😲

لماااااذا ... ما هو الحد الأدنى المطلوب يومياً من الكلس ؟ و كان الجواب ١٠٠٠ - ١٢٠٠ ملغ/يوم ! هنا تبدلت تعابير وجهي ، و ابتدأ خفقان خفيف هدأه شيء من تطمين الذات بأنني أتناول بيض و جبنة في معظم الأيام ، و قطعاً لن أحتاج الماء ليغطي حاجتي ؛ لكن لأتأكد أنني فعلاً أغطيها ، بدأت باستقصاء كمية الكلس في بيضة ، و كان الجواب ٥٠ ملغ ! بصدق .. خيبة أمل .. كل كلس البيضة في قشرتها (٤٠٠ ملغ كلس في كل غرام من القشرة) و أنا يبقى لي ٥٠ غ فقط ، مع تلة من الكولسترول ! حسناً لننظر إلى الجبن 🧀 . هذا الجبن الأبيض كثيف ، و نصف أوقيته بحوالي دولار ، و قد لا أقدر على تناول مثل هذه الكمية كل يوم ، لكن ماذا تحوي من الكلس ؟ الجواب كان ٦٥٠-٧٠٠ ملغ !!! المشكلة أن دولار في اليوم هو كل ما قد أستطيع تأمينه لكل الطعام ، ليس فقط لنصف أوقية جبنة في اليوم !

بلغت ٧٠٠ ملغ من الكلس ، فلا أنا قادر على تأمينها ، ولا هي تغطي الحاجة اليومية ١٢٠٠ ملغ ! بدأت في تدوين كل ما آكله يومياً ، و ما يحتويه من الكلس ، فكانت الخضار و الفواكه عندي حيادية كثيراً ككمية و محتوى، و أسماء مثل سبانخ و بروكلي و كرنب و كالي ، مما قد يعطي ٢٥٠ ملغ في النصف كيلو قد فارقت مائدتي منذ سنين .

لا مشكلة .. لأنظر إلى ما كان من باقي طعامي . هناك ما يكافئ مئة غرام جافة من الفول (تصبح ربع كيلو فول مدمس) ، و هذه تزود ب ١٢٥ ملغ من الكلس . هناك أيضاً ما سميته البروتين الداعم للحياة ، و يزود بالكلس من كأس ترمس (٣٣ غ جاف : ٦٠ ملغ كلس) ، و نصف كأس فستق (٣٣غ : ٣٣ ملغ كلس) ، و نصف كأس صويا (٣٣غ : ١٠٠ ملغ كلس) . الصويا كانت مفاجأة البحث فنصف أوقية منها تزود ب ٤٠٠ ملغ كلس ، لكن بالمقادير العملية استطعت إضافة ما يقدر ب ٣٠٠ -٤٠٠ ملغ كالسيوم ، و اقتربت بالمحصلة من الألف ملغ .

هنا بدأت في البحث من زاوية أخرى : ماذا عن ٢٠٠ ملغ الأمان للوصول الى ١٢٠٠ ملغ كلس ، و ماذا لو لم أستطع تأمين الجبن كل يوم ؟ ! استجمعت قواي و توجهت بالسؤال إلى الذكاء الاصطناعي ، و حاصرته بكل معطيات الفقر و الحرمان ، فأجاب : لا مشكلة ، يمكنك تأمين المطلوب من الكلس من الخبز !!! 🍞 ماذا !! منذ متى يحوي القمح هذا المقدار من الكلس ؟ فقال كل أنواع الخبز في الأرض معززة fortified ، أي تمت إضافة كربونات الكالسيوم لها في نفس الوقت الذي أضيف الحديد و الفيتامين دي ضمن ما يسمى نظام التعزيز القاري الذي بسببه تجد ٢٥٠ ملغ كلس في كل رغيف (نصف أوقية) ، و ١٠٠ ملغ كلس في كل كأس عصير أو جبن أو لبن مصنع ، جنباً إلى جنب مع فيتامين دي ، لأنه أصبح من الراسخ أن امتصاص الكلس يصبح مثالياً بوجود فيتامين دي في نفس الوجبة !

حجم الفرحة كان بحجم الكون لهذا الخبر ، لكنه لم يكن أكبر من خيبة الأمل التي أعقبته حين اتصلت بصديق يعمل في هذا المجال و أكد لي أن إضافة الكلس إلى الخبز توقفت منذ عقود عديدة ، و ليس ذلك فقط ، بل أن البعض تعرض للمحاكمة بتهمة تلويث الخبز بكربونات الكالسيوم !!!

و عدت إلى أمسيتي الطويلة و صليل العظم مني يزيد .. ثم خطر لي تحدي الذكاء الاصطناعي ، فقلت : أتحداك أن تعطيني شيئاً رخيصاً و متوفراً لدى الجميع ، و يزودني بكامل كلسي اليومي ، فأجاب : تناول نصف أوقية سمسم أو أكثر من ذلك قليلاً من الطحينة !!! في لحظة ، تغير لون الدنيا ، و كأن الشمس أشرقت في الليل ! نصف أوقية سمسم تحوي ١٠٠٠ ملغ كلس !!! هرعت إلى المطبخ ، أجر خلفي ذيولاً من أمل و شجى ، و التهمت ملعقتين من السمسم ، ثم أتبعتها بملعقتين كبيرتين من الطحينة ، و خيل إلي أن ألم العظم مني ولى و أنا أضم علبة الطحينة إلى صدري !

هل تعلم أن نصف أوقية السمسم يحوي من الحديد ما قد يصل ضعفي الحاجة اليومية له ، و يعتبر الأعلى غنى بالحديد في عالم النبات ، و لا يسبقه ربما إلا الكبد .. لكن هذه قصة أخرى لليلة أخرى ، و دمتم بالعافية .

29/10/2025

أزمة كولسترول !
كثيراً ما يدور نقاش من نوع : ما علة هذه المخابر ؟ كيف يظهر لهم أن لدي كولسترول عالي في الدم ، و طعامي صحي و طبيعي و محسوب بأرقى معايير التفذية المثالية !

و عند التحري يبدو فعلاً أن طعام يوم كامل لم يتجاوز :
- ربع فروج ، فخذ ، مع الجلد ١٥٠-٢٠٠ غرام (٣٥٠ ملغ كولسترول)
- بيضتان كبيرتان طبيعيتا الإنتاج (غير نباتي ، و غير مدعم ...) (٣٧٠ ملغ كولسترول)
- أربع رقائق جبن كل منها ٢٨ غرام (١٢٠ ملغ كولسترول) .
و مجموع وارد الكولسترول هذا النهار هي ٨٤٠ ملغ !!

الحقيقة أن الحد الأعلى المقرر أممياً و المسموح لوارد الكولسترول ، لمن هم تحت الخمسين ، هو ٣٠٠ ملغ في اليوم . أما لمن تجاوز الخمسين ، فالحد الأعلى هو ٢٠٠ ملغ في اليوم ! فوق هذا الحد ، ترتفع احتمالية المخاطر القلبية الوعائية و لزوجة الدم و الجلطات إلى حد مهدد .

لنحاول أن نعدل على ما ورد أعلاه بغية تخفيض رقم الكولسترول ، و ذلك بتحويل فخذ الدجاجة إلى صدر ، و إزالة الجلد نهائياً ، و الالتزام بالتوصيات بشأن نصف صفار بيضة فقط باليوم (إذا كان البيض طعاماً يومياً) ، و أخيراً تبديل شرائح الجبنة بجبنة بيضاء صحية (فيتا ، حلوم ، بلدي ...) . مجموع مدخلات الكولسترول ستكون (كما في الجدول المرفق) :
- من صدر الدجاج ١٥٠ غ : ١٣٢ ملغ كولسترول
- من نصف صفار بيضة : ٩٣ ملغ
- من ١٠٠ غرام جبنة بيضاء : ٧٠ ملغ
و المجموع ١٣٢ + ٩٣ + ٧٠ = ٢٩٥ ملغ ... و هو الرقم الحدي لما تحت الخمسين ، و مرة و نصف فوق الحد الأعلى لمن هو فوق الخمسين !! و لاحظوا أننا لم نحسب بعد الزبدة و القشطة و الكنافة و البوظة و الكريمة و القطيف و الغريق بقطر و الموشح بسمن ...

الكولسترول مشكلة عويصة بالنسبة للجنس البشري ، و منه تستشف أنه ربما لم يكن مقدراً للإنسان أن يكون لاحماً ! بسبب هذا العنصر ، و ما أضيف له للأسف من لعنتي القلي و الهدرجة ، فإن السبب القلبي الوعائي ما يزال الأول في معظم دول العالم في قوائم العبء المرضي و الوفيات . من هنا تتفهم لماذا يبلغ في أميركا مثلاً عدد من هو على خافضات الكولسترول (الستاتينات) (statins) ١٠٪ من التعداد السكاني حسب بعض التقديرات . حتى مع المعرفة التامة بالآثار الجانبية لهذه الأدوية ، فإن فائدتها في زحل العبء المرضي و نسب الوفاة إعجازية و تتجاوز أي ضرر محتمل !!

هذه ليست دعوة إلى النباتية (كون الكولسترول حيواني المصدر بالمطلق) ، و لا دعوى إلى المداواة ، إنما فقط للحرص في التعاطي مع تحليل الكولسترول بجدية ، و النظر في هذا الجدول المرفق كل مرة نقوم بتخطيط حميتنا اليومية ضمن مجال الرقمين ٢٠٠ - ٣٠٠ ، الحدود المسموحة للكولسترول . دمتم بالعافية .

28/10/2025

الغذاء القلوي !!
أنظر إلى جيمس ، في الغرب البعيد ، يتناول طعامه ، و لا يبقي منه أثراً ، و مع ذلك ، و مع اللقمة الأخيرة ، ينهض بمنتهى النشاط ، تنفسه بمنتهى الانتظام ، و يعود إلى عمله لأربع ساعات أخرى ، و بأعلى إنتاجية ! الآن أنظر إلى أبو سعيد ، جار الرضا ، و قد بدأ طقوس الطعام منذ قليل ، لكنه لا يعلم إن كان سيكمل هذه الوجبة أم لا لشدة ما حلٌ ببدنه من الإعياء ، و ما كان من هذا الخفقان و الزلة في التنفس ، و قبل أن تصل المعدة إلا ما يسميه امتلاء يكون العقل و الجسم منه قد غطٌا في نوم عميق أشبه بالسبات .

ليس فيما سبق أي إشارة إلى فرق في حجم الوجبة ، أو وزن المغتذيين . كل الفرق هو في نوعية الطعام ، ما بين ما يقوم على قطعة لحم أبيض ، مع خبز كامل القمحة بكمية مدروسة ، و مقدار من الخضار الطازجة أو المبخرة جزئياً على مائدة جيمس ، و ما بين بحر من المرقة الحمراء تغلي ، و فيها تاهت و ضاعت أي قيمة غذائية للحم أحمر أو خضار ، زادها مقدار من الحريرات من كومة الرز المرافقة ، و توجها طن من الملح ما أمكن فهم حاجته ولا تبريره بشرع أو بعرف أو بقانون ! كل الفرق ما بين العالمين هو أن الغذاء هناك قلوي (alkaline diet) و لدينا حامضي !

في معرض تنظيم الحمية الطعامية ، تجد أن الأطعمة تتفرق إلى أنواع ، بعضها نسميه ذات تأثير قلوي و بعضها الآخر حامضي ، و هذا يعني : درجة الحموضة التي يكرسها في الدم ، ولو مؤقتاً . هذه ليست مرتبطة بحموضة الصنف خارج الجسم ، فكل الفواكه تبدو حامضة خارج الجسم ، أما في الدم فتصبح الأعلى قلوية . لا يستثنى منها إلا ما كان من خل التفاح ، و مركزات البندورة المحفوظة خاصة . اللحم نفسه يعتبر محمضا للأخلاط أكثر إن كان أحمر ، بينما هو معتدل إلى قلوي عندما يكون أبيض. السكر الأسمر و الشاي الأخضر كذلك أكثر قلوية من السكر الأبيض و الشاي الأحمر . في الجدول المرفق سرد لأنواع شائعة من الغذاء مرتبة من الأسوأ (الأحمض) إلى الأفضل (الأكثر قلوية) .

يمكن دون تحفظ القول بأن أسوأ المصادر في التغذية من ناحية "تحميض" الدم هي : المياه/المشروبات عالية الملوحة أو الغازية أو المحمضة ، ملح الطعام ، السكر الأبيض ، و الكحوليات . و أشدد على أن الكحوليات تصبح ذات أثر حامضي يصل PH= 3 في الجسم مهما كانت قلويتها خارجه (حتى أميلها للقلوية -الفودكا- تبلغ حموضتها 6 في الجسم ؛ الطبيعي حوالي 7.4) . يلي ذلك سوءاً : المقالي ثم اللحم الأحمر و المرقة الحمراء (الغريفي) و السمن .

أما أفضل الموارد ، و التي تعتبر مقلونة آنياً ، فهي : المياه المعلبة أو من ينابيع قلوية ، الخضار و الفواكه ، المكسرات و الحبوب و خلاصاتها (حليب اللوز ...) ، و البقول ، ضمن الكميات المنصوحة . بياض البيض يعتبر من المآكل الأعلى قلوية في الأرض ، و يذكر هنا أيضاً مشتقات الحليب قليلة الدسم . و من الأعراف في تاريخ التغذية أن تذكر البهارات ، خاصة القرفة و عرق السوس ، كمنقذات في حالات تنفسية حرجة بسبب الاحمضاض اللبني (الإنهاك ، الجوع ، الصيام ...) .

بالعودة إلى المقدمة ، و لتشكيل خلاصة غير متحيزة ، فلقد ثبت أن فوائد الحمية القلوية تتجاوز حالة الإعياء ما بعد الطعام و الإنتاجية اليومية و درجة "الإشراق" ، إلى ما هو أبعد على مستوى الأجهزة . فبنسب مئوية مثبتة ، حسنت القلويات أداء الجهاز القلبي الوعائي ووظيفة الكلية ، و كل عناصر الجهاز الحركي ، إضافة إلى تحسين وظائف الدماغ ذات النمط السريع (سرعة البديهة و الذاكرة) . لكن الأهم من كل هذا هو ما أثبت من ارتباطها بنقص الوزن و مكافحة السكري (حرفياً) ، و ما يبقى موقع جدل من ارتباطها بإطالة العمر و مكافحة السرطان .

يقول المتعصبون ضد هذه الحمية أن الجسم (باستثناء حالات الكهولة و التعب) يستطيع أن يوازن نفسه قلوياً ، و أن أثر الحمية في مكافحة السرطان إنما يرتبط بما تتضمن من البقول و المكسرات و التي ثبت دورها في إنقاص نسب ما بين ١٠-٢٠ نوعاً من السرطان . و نرد بالقول : أياً كان الطريق إلى حياة صحية ، فقد تصادف أن مكوناته الغذائية تقع في النطاق القلوي ! هذه ليست مصادفة ، و يجب أن تكرٌس كنمط معياري في التغذية ، ولو اقتصرت على مرحلة الكهولة . و دمتم بالعافية .

24/10/2025

Address

سوريا
Tartouss
96343

Opening Hours

Monday 08:00 - 16:00
Tuesday 08:00 - 16:00
Wednesday 08:00 - 16:00
Thursday 08:00 - 16:00
Saturday 08:00 - 16:00
Sunday 08:00 - 16:00

Telephone

561865

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when صيدلية حسان عبد الرحمن posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Practice

Send a message to صيدلية حسان عبد الرحمن:

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram

Category