18/11/2025
هذا الكلام موجّه للناس الذين يعيشون في الغربة منذ خمس إلى عشر سنوات وأكثر ....
ممن تأقلموا مع حياة الاغتراب، وأسّسوا نمط حياة جديدًا بدرجات متفاوتة من الاستقرار: استقرار كامل، شبه كامل، جزئي، أو حتى حالة عدم استقرار......
أولًا: ضرورة أن تكون العودة مدروسة وتدريجية إن أمكن ...
الانتقال إلى الوطن بعد سنوات طويلة يحتاج تخطيطًا واعيًا، مع التركيز بشكل خاص على الجانب العاطفي عند الأبناء، وتعزيز شعور الانتماء، إلى جانب إعادة بناء علاقة الآباء والأمهات مع الوطن بعد انقطاع قد يصل إلى 10 أو 15 سنة أو أكثر.
ثانيًا: زيارات تمهيدية من ربّ الأسرة
في البداية يُفضَّل أن يقوم ربّ الأسرة، خصوصًا الأب، بزيارات متكررة إن أمكن لاكتشاف الواقع الحالي، والبحث عن فرص العمل، ومعرفة الظروف المعيشية على الأرض قبل اتخاذ أي قرار نهائي....
فهنالك تحديات للحياة في سوريا على الأب أن يفهمها قبل أن يأتي بأسرته ...
ثالثًا: زيارات عائلية مدروسة تربط الأبناء بالوطن
من المهم جدا أن تكون الزيارة العائلية إيجابية جداً ومخططة بعناية، بحيث تهدف إلى ربط الأطفال بالوطن من خلال:
- خلق ارتباط عاطفي دافئ
- زيارة الأماكن الجميلة والتاريخية وما أكثرها في سوريا!
- تعزيز العلاقات الحميمية مع الأقارب، البيئة الدافئة هي أكثر ما يميز سوريا
- مشاركة الأكلات الطيبة التي يحبها الجميع، أقرب طريق للانتماء إلى الوطن البطن 😄
رابعًا: بدائل للتواصل مع الوطن لمن لا يستطيع السفر
من لم يستطع القيام بزيارة فعلية، يمكنه دعم فكرة الانتماء بالطرق التالية:
- التحدث مع العائلة باستمرار عن الأماكن في الوطن
- مشاهدة فيديوهات وصور عن المدن والذكريات
- إحضار الأكلات الطيبة التي تعبّر عن الوطن ( تذكر أقصر طريق عاطفي هو البطن، وهو صديق مقرب جداً للأكل السوري اللذيذ)
- إبقاء الحوار نشطًا حول الجذور والانتماء وأن يكون الحوار بالعربي وباللهجات السورية اللطيفة الطريفة ...
خامسًا: بناء الارتباط العاطفي عند الجيل الثاني والثالث
الارتباط العاطفي بالوطن هو المفتاح لخلق حالة الانتماء لدى الأبناء. الزيارات التدريجية والمدروسة بعناية تساعد كثيرًا على تسهيل العودة، سواء كانت بعد ثلاث سنوات، أو خمس سنوات، أو عشر سنوات.
وللأقارب والمعارف والأصدقاء دور كبير في ذلك ....
وما ألطف الناس وأكرمهم في بلدي الغالي!!
بالخلاصة العودة إلى الوطن ليست قرارًا سريعًا، بل عملية تتطلب دراسة دقيقة، تدرّجًا في الخطوات، وتركيزًا على الجوانب العاطفية والإنسانية قبل الجوانب العملية.
وهذا الطريق الأسلم لمن يستطيع إلى ذلك ...
ضع خطة من الآن ولا تترك العودة دونما خطة ...
الوطن الغالي بحاجة لنا جميعاً في معركة البناء ...